للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إِلَى آخِره، وَمر الْكَلَام فِيهِ هُنَاكَ.

قَوْله: (وضع عمر على سَرِيره) ، يَعْنِي: لأجل الْغسْل. قَوْله: (فتكنفه النَّاس) ، بالنُّون وَالْفَاء، أَي: أحاطوا بِهِ من جَمِيع جوانبه، والأكناف النواحي. قَوْله: (فَلم يرُعني) بِضَم الرَّاء، أَي: لم يخوفني وَلم يفجأني. قَوْله: (آخذ) على وزن فَاعل، وَفِي رِوَايَة الْكشميهني: أَخذ، بِلَفْظ الْفِعْل الْمَاضِي. قَوْله: (فَإِذا عَليّ) أَي: فَإِذا هُوَ عَليّ بن أبي طَالب، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وَكلمَة: إِذا للمفاجأة. قَوْله: (أحب) ، بِالنّصب وَالرَّفْع، قَالَه الْكرْمَانِي وَغَيره، وَلم يذكر أحد وجههما. قلت: أما النصب فعلى أَنه صفة لأحد، وَأما الرّفْع فعلى أَنه يكون خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف. قَوْله: (وأيم الله) أَي: يَمِين الله. قَوْله: (مَعَ صاحبيك) ، أَرَادَ بهما: النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَبا بكر. قَوْله: (وحسبت أَنِّي) ، يجوز بِفَتْح الْهمزَة وَكسرهَا، وَأما الْفَتْح فعلى أَنه مفعول: حسبت، وَأما الْكسر فعلى الِاسْتِئْنَاف التعليلي، أَي: كَانَ فِي حسابي لأجل سَمَاعي قَول رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.

٦٨٦٣ - حدَّثنا مُسَدَّدٌ حدَّثنا يَزِيدُ بنُ زُرَيْعٍ حدَّثنا سَعِيدٌ قَالَ وَقَالَ لِي خَلِيفَةُ حدَّثنا مُحَمَّدُ ابْن سَوَاءٍ وكَهْمَسُ بنُ المِنْهَالِ قالَا حدَّثنا سَعيدٌ عنْ قتَادَةَ عنْ أنَسِ بنِ مالِكٍ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ صَعِدَ النَّبِيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى أُحُدٍ ومَعَهُ أبُو بَكْرٍ وعُمَرُ وعُثْمَانُ فرَجَفَ بِهِمْ فضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ قَالَ اثْبُتْ أُحُدُ فَما عَلَيْكَ إلَاّ نَبِيٌّ أوْ صِدِّيقٌ أوْ شَهِيدَانِ. (انْظُر الحَدِيث ٥٧٦٣ وطرفه) .

مطابقته للتَّرْجَمَة فِي ذكر عمر وَأخرجه من طَرِيقين: أَحدهمَا: عَن مُسَدّد بن مسرهد عَن يزِيد بن زُرَيْع، بِضَم الزَّاي وَفتح الرَّاء، عَن سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن أنس. وَالْآخر: بطرِيق المذاكرة عَن خَليفَة بن خياط أحد شُيُوخه عَن مُحَمَّد بن سَوَاء، بِفَتْح السِّين الْمُهْملَة وَتَخْفِيف الْوَاو وبالمد: الضريري، السدُوسِي مَاتَ سنة سبع وَثَمَانِينَ وَمِائَة. يروي هُوَ وكهمس بن الْمنْهَال كِلَاهُمَا عَن سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن أنس، وَلَيْسَ لكهمس فِي البُخَارِيّ غير هَذَا الْموضع، وَسقط جَمِيع ذَلِك من رِوَايَة أبي ذَر، وَاقْتصر فِيهِ على طَرِيق يزِيد بن زُرَيْع.

وَقد مر الحَدِيث فِي مَنَاقِب أبي بكر فَإِنَّهُ أخرجه هُنَاكَ: عَن مُحَمَّد بن بشار عَن يحيى عَن سعيد عَن قَتَادَة.

قَوْله: (إثبت أحْدُ) يَعْنِي: يَا أُحد. قَوْله: (أَو شَهِيد) ، كَانَ مُقْتَضى الظَّاهِر أَن يَقُول: شهيدان، وَلَكِن مَعْنَاهُ: مَا عَلَيْك غير هَؤُلَاءِ الْأَجْنَاس، أَي: لَا يَخْلُو عَنْهُم، وَقيل: شَهِيد، فعيل يَسْتَوِي فِيهِ الْمثنى وَالْجمع، ويروى إلَاّ نَبِي وصديق بِالْوَاو أَو شَهِيد، بِأَو، لِأَن فِيهِ تَغْيِير الأسلوب للإشعار بمغايرة حَالهمَا، لِأَن النُّبُوَّة والصديقية حاصلتان حِينَئِذٍ، بِخِلَاف الشَّهَادَة والأولان حَقِيقَة وَالثَّانِي مجَاز، ويروى بِلَفْظ: أَو، فيهمَا كَمَا فِي الْمَتْن هُنَا، وَقيل: أَو، بِمَعْنى الْوَاو.

٧٨٦٣ - حدَّثنا يَحْيَى بنُ سُلَيْمانَ قَالَ حدَّثني ابنُ وَهْبٍ قَالَ حدَّثني عُمَرُ هُوَ ابنُ مُحَمَّدٍ أنَّ زَيْدَ بنَ أسْلَمَ حدَّثَهُ عنْ أبِيهِ قالَ سألَنِي ابنُ عُمَرَ عنْ بَعْضِ شأنِهِ يَعْنِي عُمَرَ فأخْبَرْتُهُ فَقَالَ مَا رأيْتُ أحَدَاً قَطُّ بَعْدَ رسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مِنْ حِينَ قُبِضَ كانَ أجَدَّ وأجْوَدَ حَتَّى انْتَهَى مِنْ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ. .

مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: (مَا رَأَيْت أحدا) إِلَى آخِره.

وَيحيى بن سُلَيْمَان، أَبُو سعيد الْجعْفِيّ سكن مصر، وَابْن وهب هُوَ عبد الله ابْن وهب الْمصْرِيّ، وَعمر بن مُحَمَّد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الْخطاب، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وَزيد بن أسلم أَبُو أُسَامَة يروي عَن أَبِيه أسلم مولى عمر بن الْخطاب، يكنى أَبَا خَالِد كَانَ من سبي الْيمن. قَالَ الْوَاقِدِيّ: أَبُو زيد الحبشي البجاوي، بِفَتْح الْبَاء الْمُوَحدَة وَتَخْفِيف الْجِيم وبالواو: من بجاوة من سبي الْيمن، اشْتَرَاهُ عمر بن الْخطاب بِمَكَّة سنة إِحْدَى عشرَة لما بَعثه أَبُو بكر الصّديق ليقيم للنَّاس الْحَج، مَاتَ قبل مَرْوَان بن الحكم وَهُوَ صلى عَلَيْهِ، وَهُوَ ابْن أَربع عشرَة وَمِائَة سنة.

قَوْله: (عَن بعض شَأْنه) أَي عَن بعض شَأْن عمر، قَوْله: (فَقَالَ) ، أَي: ابْن عمر. قَوْله: (بعد رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي: بعده فِي هَذِه الْخِصَال، أَو بعد مَوته. قَوْله: (أحد) بِفَتْح الْجِيم وَتَشْديد الدَّال، أفعل التَّفْضِيل من: جد، إِذا اجْتهد يَعْنِي: أجد فِي الْأُمُور قَوْله: (وأجود) أفعل أَيْضا من الْجُود، يَعْنِي:

<<  <  ج: ص:  >  >>