مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة، لِأَن الحَدِيث يشْتَمل على جَمِيع مَا فِي التَّرْجَمَة، ومُوسَى بن إِسْمَاعِيل أَبُو سَلمَة الْمنْقري الْبَصْرِيّ الَّذِي يُقَال لَهُ: التَّبُوذَكِي، وَأَبُو عوَانَة الوضاح بن عبد الله الْيَشْكُرِي، وحصين، بِضَم الْحَاء وَفتح الصَّاد بالمهملتين وبالنون: ابْن عبد الرَّحْمَن الْكُوفِي، وَعَمْرو بن مَيْمُون الأودي أَبُو عبد الله الْكُوفِي أدْرك الْجَاهِلِيَّة وروى عَن جمَاعَة من الصَّحَابَة وَكَانَ بِالشَّام ثمَّ سكن الْكُوفَة.
وَقد مضى قِطْعَة من هَذَا الحَدِيث فِي كتاب الْجَنَائِز فِي: بَاب مَا جَاءَ فِي قبر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.
ذكر مَعْنَاهُ: قَوْله: (قبل أَن يصاب) ، أَي: قبل أَن يقتل بأيام أَي: أَرْبَعَة لما سَيَأْتِي. قَوْله: (حُذَيْفَة بن الْيَمَان) وَهُوَ حُذَيْفَة بن حسيل، وَيُقَال: أحسل بن جَابر أَبُو عبد الله الْعَبْسِي حَلِيف بني الْأَشْهَل صَاحب سر رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، واليمان: لقب حسيل، وَإِنَّمَا لقب بِهِ لِأَنَّهُ حَالف اليمانية. قَوْله: (وَعُثْمَان بن حنيف) ، بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة وَفتح النُّون وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَفِي آخِره فَاء: ابْن واهب الْأنْصَارِيّ الأوسي الصَّحَابِيّ، وَهُوَ أحد من تولى مساحة سَواد الْعرَاق بِأَمْر عمر بن الْخطاب، وولاه أَيْضا السوَاد مَعَ حُذَيْفَة بن الْيَمَان. قَوْله: (قَالَ: كَيفَ فعلتما) ، أَي: قَالَ عمر لِحُذَيْفَة وَعُثْمَان: كَيفَ فعلتما فِي أَرض سَواد الْعرَاق توليتما مسحها؟ قَوْله: (أتخافان أَن تَكُونَا حملتما الأَرْض؟) أَي: هَل تخافان بِأَن تَكُونَا أَي: من كونكما، قد حمَّلتما الأَرْض أَي أَرض الْعرَاق مَا لَا تطِيق حمله، وَذَلِكَ لِأَنَّهُ كَانَ بعثهما يضربان الْخراج عَلَيْهَا والجزية على أَهلهَا، فَسَأَلَهُمَا: هَل فعلا ذَلِك أم لَا؟ فأجابا وَقَالا: حملناها أمرا هِيَ: أَي الأَرْض الْمَذْكُورَة و: هُوَ، فِي مَحل الرّفْع على الِابْتِدَاء. قَوْله: (لَهُ) أَي: لما حملناها مطيقة، خبر الْمُبْتَدَأ يَعْنِي: مَا حملناها شَيْئا فَوق طاقتها. وروى ابْن أبي شيبَة عَن مُحَمَّد بن فُضَيْل عَن حُصَيْن بِهَذَا الْإِسْنَاد، فَقَالَ حُذَيْفَة: لَو شِئْت لأضعفت، أَي: جعلت خراجها ضعفين، وروى من طَرِيق الحكم عَن عَمْرو بن مَيْمُون: أَن عمر، أَي: رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، قَالَ لعُثْمَان بن حنيف: لَئِن زِدْت على كل رَأس دِرْهَمَيْنِ، وعَلى كل جريب درهما وقفيزاً من طَعَام لأطاقوا ذَلِك، قَالَ: نعم، وَقَالَ الْكرْمَانِي: ويروى: أتخافا؟ بِحَذْف النُّون تَخْفِيفًا، وَذَلِكَ جَائِز بِلَا ناصب وَلَا جازم. قَوْله: (قَالَ: انْظُر) ، أَي: قَالَ عمر: انظرا فِي التحميل، وَيجوز أَن يكون هَذَا كِنَايَة عَن الحذر لِأَنَّهُ مُسْتَلْزم للنَّظَر. قَوْله: (قَالَ: قَالَا: لَا) أَي: قَالَ عَمْرو بن مَيْمُون، قَالَ: حُذَيْفَة وَعُثْمَان: مَا حملنَا الأَرْض فَوق طاقتها. قَوْله: (فَمَا أَتَت عَلَيْهِ) ، أَي: على عمر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: (إلَاّ رَابِعَة) أَي: صَبِيحَة رَابِعَة، ويروى إلَاّ أَرْبَعَة: أَي: أَرْبَعَة أَيَّام (حَتَّى أُصِيب) أَي: حَتَّى طعن بالسكين، قَوْله: (قَالَ: إِنِّي لقائم) ، أَي: قَالَ عَمْرو بن مَيْمُون: إِنِّي لقائم فِي الصَّفّ نَنْتَظِر صَلَاة الصُّبْح. قَوْله: (مَا بيني وَبَينه) أَي: لَيْسَ بيني وَبَين عمر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، إلَاّ عبد الله بن عَبَّاس، وَفِي رِوَايَة أبي إِسْحَاق إلَاّ رجلَانِ. قَوْله: (غَدَاة) نصب على الظّرْف مُضَاف إِلَى الْجُمْلَة أَي: صَبِيحَة الطعْن. عبيد الله قَوْله: فِيهِنَّ أَي فِي الصُّفُوف وَفِي رِوَايَة الْكشميهني: فيهم، أَي: فِي هَل الصُّفُوف. قَوْله: أَو النَّحْل، شكّ من الرَّاوِي أَي: أَو سُورَة النَّحْل. قَوْله: (أَو أكلني الْكَلْب؟) شكّ من الرَّاوِي وَأَرَادَ بالكلب العلج الَّذِي طعنه وَهُوَ غُلَام الْمُغيرَة بن شُعْبَة. ويكنى: أَبُو لؤلؤة، واسْمه: فَيْرُوز. قَوْله: (حَتَّى طعنه) يَعْنِي: طعنه ثَلَاث مَرَّات. وَفِي رِوَايَة أبي إِسْحَاق: فَعرض لَهُ أَبُو لؤلؤة غُلَام الْمُغيرَة بن شُعْبَة ثمَّ طعنه ثَلَاث طعنات، فَرَأَيْت عمر يَقُول: دونكم الْكَلْب فقد قتلني، وروى ابْن سعد بِإِسْنَاد صَحِيح إِلَى الزُّهْرِيّ، قَالَ: كَانَ عمر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، لَا يَأْذَن لسبي قد احْتَلَمَ من دُخُول الْمَدِينَة حَتَّى كتب الْمُغيرَة بن شُعْبَة، وَهُوَ على الْكُوفَة يذكر لَهُ غُلَاما عِنْده صنعا ويستأذنه أَن يدْخلهُ الْمَدِينَة، وَيَقُول: إِن عِنْده أعمالاً ينْتَفع بِهِ النَّاس، إِنَّه حداد نقاش نجار، فَأذن لَهُ فَضرب عَلَيْهِ الْمُغيرَة كل شهر مائَة، فَشكى إِلَى عمر شدَّة الْخراج، فَقَالَ لَهُ: مَا خراجك بِكَثِير من جنب مَا تعْمل؟ فَانْصَرف ساخطاً، فَلبث عمر ليَالِي فَمر بِهِ العَبْد، فَقَالَ: ألم أحدث أَنَّك تَقول: لَو أَشَاء لصنعت رَحَى تطحن بِالرِّيحِ؟ فَالْتَفت إِلَيْهِ عَابِسا، فَقَالَ: لأصنعن لَك رحى يتحدث النَّاس بهَا، فَأقبل عمر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، على من مَعَه فَقَالَ: توعدني العَبْد، فَلبث ليَالِي ثمَّ اشْتَمَل على خنجر ذِي رَأْسَيْنِ نصابه وَسطه، فكمن فِي زَاوِيَة من زَوَايَا الْمَسْجِد فِي الْغَلَس حَتَّى خرج عمر يوقظ النَّاس: الصَّلَاة الصَّلَاة، فَلَمَّا دنا عمر مِنْهُ وثب عَلَيْهِ وطعنه ثَلَاث طعنات إِحْدَاهُنَّ تَحت السُّرَّة، قد خرقت الصفاق، وَهِي الَّتِي قتلته، وروى مُسلم من طَرِيق مهْرَان بن أبي طَلْحَة: أَن عمر خطب فَقَالَ: رَأَيْت كَأَن ديكاً نقرني ثَلَاث نقرات وَلَا أرَاهُ إلَاّ حُضُور أَجلي. قَوْله: (فطار العلج) بِكَسْر الْعين الْمُهْملَة وَسُكُون اللَّام وَفِي آخِره جِيم، وَهُوَ الرجل من كفار الْعَجم، وَهَذِه الْقِصَّة كَانَت فِي أَربع بَقينَ من ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَعشْرين. قَوْله: (حَتَّى طعن ثَلَاث عشر رجلا) وَفِي رِوَايَة أبي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute