فَدَعَاهُمْ إِلَى الله تَعَالَى فَأَجَابُوهُ، فجَاء فِي الْعَام الْمقبل إثنا عشر رجلا إِلَى الْمَوْسِم من الْأَنْصَار، أحدهم: عبَادَة بن الصَّامِت، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، فَاجْتمعُوا برَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْعقبَة وَبَايَعُوهُ، وَهِي بيعَة الْعقبَة الأولى، فجَاء فِي الْعَام الآخر سَبْعُونَ إِلَى الْحَج، فواعدهم رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَلَمَّا اجْتَمعُوا أخرجُوا من كل فرقة نَقِيبًا فَبَايعُوهُ ثمَّة لَيْلًا، وَهِي الْبيعَة الثَّانِيَة.
أَبُو عبد الله هُوَ البُخَارِيّ أَي: قَالَ البُخَارِيّ نَفسه. قَالَ سُفْيَان بن عُيَيْنَة رَاوِي الحَدِيث: أحد الخالين الْبَراء، بتَخْفِيف الرَّاء وبالمد: ابْن معْرور، بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الْعين الْمُهْملَة وَضم الرَّاء الأولى، قَالَ أَبُو عمر: الْمَعْرُور هُوَ ابْن صَخْر بن خنساء بن سِنَان ابْن عبيد بن عدي بن كَعْب بن سَلمَة الْأنْصَارِيّ السّلمِيّ الخزرجي أَبُو بشر، وَأمه الربَاب بنت النُّعْمَان، وَهُوَ أحد النُّقَبَاء لَيْلَة الْعقبَة الأولى، وَكَانَ سيد الْأَنْصَار وَكَبِيرهمْ، وَهُوَ أول من اسْتقْبل الْكَعْبَة للصَّلَاة إِلَيْهَا، وَأول من أوصى بِثلث مَاله، مَاتَ فِي حَيَاة