للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بِأَمْر نَفسه. قَوْله: (على نَوَائِب الْحق) ، جمع نائبة وَمَعْنَاهُ: تعين بِمَا تقدر عَلَيْهِ من أَصَابَته نَوَائِب، أَي: مَا ينزل بِهِ من الْمُهِمَّات والحوادث. قَوْله: (فَأَنا لَك جَار) أَي: مجير أمنع من يُؤْذِيك، وَالْجَار النَّاصِر الحامي الْمَانِع المدافع. قَوْله: (ارْجع) أَمر لأبي بكر، أَي: ارْجع إِلَى بلدك ووطنك. قَوْله: (فَرجع) أَي: أَبُو بكر. قَوْله: (وارتحل مَعَه) أَي: مَعَ أبي بكر ابْن الدغنة، وَقد تقدم فِي الْكفَالَة: ارتحل ابْن الدغنة فَرجع مَعَ أبي بكر. قَوْله: (لَا يَخرج) ، بِفَتْح الْيَاء من الْخُرُوج (وَلَا يخرج) بِضَم الْيَاء. قَوْله: (أتخرجون؟) بِهَمْزَة الِاسْتِفْهَام على سَبِيل الأنكار (ورجلاً) مَنْصُوب بِهِ. قَوْله: (فَلم تكذب) ، من التَّكْذِيب و: قُرَيْش، فَاعله أَرَادَ أَن أحدا مِنْهُم لم يرد قَوْله فِي أَمَان أبي بكر وَلم يمْنَع أحد جواره وكل من كذب بِشَيْء فقد رده، فَأطلق التَّكْذِيب وَأَرَادَ لَازمه، وَتقدم فِي الْكفَالَة بِلَفْظ: فأنفذت قُرَيْش جوَار ابْن الدغنة، قَوْله: (فليعبد ربه) عطف على مَحْذُوف تَقْدِيره: مُرْ أبَا بَكر لَا يتَعَرَّض إِلَى شَيْء وليقعد فِي حَاله فليعبد ربه. قَوْله: (وَلَا يؤذينا بذلك) أَي: بِمَا يصدر مِنْهُ من صلَاته وقراءته. قَوْله: (وَلَا يستعلن بِهِ) أَي: بِمَا يَفْعَله من الصَّلَاة وَالْقِرَاءَة. قَوْله: (فَلبث أَبُو بكر) أَي: مكث على مَا شرطُوا عَلَيْهِ وَلم يبين فِيهِ مُدَّة الْمكْث. قَوْله: (ثمَّ بدا لأبي بكر) ، أَي: ثمَّ ظهر لَهُ رَأْي غير الرَّأْي الأول. قَوْله: (بِفنَاء دَاره) ، بِكَسْر الْفَاء وَتَخْفِيف النُّون وبالمد: وَهِي سَعَة أَمَام الْبَيْت، وَقيل: مَا امْتَدَّ من جَوَانِب الْبَيْت. قَوْله: (فيتقذف عَلَيْهِ) أَي: على أبي بكر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، ويتقذف على وزن يتفعل بِالتَّاءِ الْمُثَنَّاة من فَوق وَالْقَاف والذال الْمُعْجَمَة الثَّقِيلَة: من الْقَذْف أَي: يتدافعون فيقذف بَعضهم بَعْضًا فيتساقطون عَلَيْهِ، ويروى: فيتقصف، بالصَّاد الْمُهْملَة أَي: يزدحمون عَلَيْهِ حَتَّى يسْقط بَعضهم على بعض وينكسر، وَقَالَ الْخطابِيّ: هَذَا هُوَ الْمَحْفُوظ، وَأما يتقذف فَلَا وَجه لَهُ هَهُنَا إلَاّ أَن يَجْعَل من الْقَذْف، وَفَسرهُ بِمَا ذَكرْنَاهُ الْآن وَفِي رِوَايَة الْكشميهني بنُون وقاف مَفْتُوحَة وصاد مُهْملَة مَكْسُورَة أَي: يسْقط. قَوْله: (بكاء) على وزن فعال بِالتَّشْدِيدِ صِيغَة الْمُبَالغَة أَي: كثير الْبكاء. قَوْله: (لَا يملك عَيْنَيْهِ) ، أَي: لَا يُطيق إمساكهما من الْبكاء من رقة قلبه. قَوْله: (إِذا) ، ظرفية وَالْعَامِل فِيهِ (لَا يملك) وَيجوز أَن يكون شَرْطِيَّة وَالْجَزَاء مُقَدّر تَقْدِيره: إِذا قَرَأَ الْقُرْآن لَا يملك عَيْنَيْهِ، وَنَحْو ذَلِك. قَوْله: (وأفزع ذَلِك) أَي: أَخَاف مَا فعله أَبُو بكر من صلَاته وقراءته وتعبده لله، فَقَوله: ذَلِك، فَاعل أفزع. وَقَوله: (الْمُشْركين) بِالنّصب مَفْعُوله، يَعْنِي: خَافُوا من ذَلِك على النِّسَاء وَالصبيان أَن يميلوا إِلَى دين الْإِسْلَام. قَوْله: (فَقدم عَلَيْهِم) أَي: على أَشْرَاف قُرَيْش من الْمُشْركين، وَفِي رِوَايَة الْكشميهني: فَقدم عَلَيْهِ. أَي: على أبي بكر. قَوْله: (أجرنا) بقصر الْهمزَة وبالجيم وَالرَّاء فِي رِوَايَة الْأَكْثَرين، وَفِي رِوَايَة الْقَابِسِيّ بالزاي، أَي: أبحنا لَهُ. قَوْله: (بجوارك) أَي: بِسَبَب جوارك أَبَا بكر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ. قَوْله: (أَن تفتن) بِصِيغَة الْمَجْهُول. وَقَوله: (نساؤنا) مَرْفُوع (وأبناؤنا) عطف عَلَيْهِ، وَفِي رِوَايَة أبي ذَر: أَن يفتن، على صِيغَة الْمَعْلُوم وَالضَّمِير الَّذِي فِيهِ يرجع إِلَى أبي بكر، و: نِسَاءَنَا بِالنّصب مَفْعُوله، وَأَبْنَاءَنَا عطف عَلَيْهِ. قَوْله: (فانهَهُ) أَي: فانهَ أَبَا بكر، وَهُوَ أَمر لِابْنِ الدغنة. قَوْله: (وَإِن أبَى) أَي: امْتنع (إلَاّ أَن يعلن) بِضَم الْيَاء من الإعلان (بذلك) أَي: بِمَا ذكر من الصَّلَاة وَالْقِرَاءَة. قَوْله: (فسله) أَصله: فَاسْأَلْهُ، وَكَذَا هُوَ فِي رِوَايَة الْكشميهني من: سَالَ، وَلما نقلت حَرَكَة الْهمزَة إِلَى السِّين وحذفت للتَّخْفِيف اسْتغنى عَن همزَة الْوَصْل فحذفت فَصَارَ: سَله. قَوْله: (ذِمَّتك) أَي: أمانك وعهدك. قَوْله: (أَن نُخفرك) بِضَم النُّون وَسُكُون الْخَاء الْمُعْجَمَة وَكسر الْفَاء، من الإخفار. يُقَال: خفرت الرجل إِذا أجرته وحفظته، وأخفرته إِذا نقضت عَهده. قَوْله: (ولسنا مقرين) ويروى: بمقرين، أَي: لَا نسكت عَلَيْهِ الْإِنْكَار للمعنى الَّذِي ذَكرُوهُ من الخشية على نِسَائِهِم وَأَبْنَائِهِمْ أَن يدخلُوا فِي دينه. قَوْله: (الَّذِي عاقدت) بِضَم التَّاء الَّتِي للمتكلم. قَوْله: (على ذَلِك) أَي: على الَّذِي عاقدت عَلَيْهِ. قَوْله: (أَنِّي أُخفرت) بِضَم الْهمزَة على صِيغَة الْمَجْهُول قَوْله: (وأرضى بجوار الله) أَي: بأمانه وحمايته. قَوْله: (وَالنَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الْوَاو فِيهِ للْحَال. قَوْله: (أريت) بِضَم الْهمزَة على صِيغَة الْمَجْهُول. قَوْله: (بَين لابتين وهما: الحرتان) وَهِي تَثْنِيَة حرَّة، وَهَذَا اللَّفْظ مدرج فِي الْخَبَر من تَفْسِير الزُّهْرِيّ، واللابتان تَثْنِيَة لابة بتَخْفِيف الْبَاء الْمُوَحدَة وَهِي الْحرَّة، وَهِي شبه الْجَبَل من حِجَارَة سود يُرِيد الْمَدِينَة وَهِي بَين الحرتين. قَوْله: (قبل الْمَدِينَة) بِكَسْر الْقَاف وَالْبَاء الْمُوَحدَة المخففة. قَوْله: (وَرجع عَامَّة من كَانَ هَاجر بِأَرْض الْحَبَشَة) أَي: رَجَعَ مُعظم الَّذين هَاجرُوا إِلَى الْحَبَشَة إِلَى الْمَدِينَة لما سمعُوا استيطان الْمُسلمين الْمَدِينَة، وَلم يرجع جَمِيعهم لِأَن جعفراً وَمن كَانَ مَعَه تخلفوا فِي الْحَبَشَة. قَوْله: (وتجهز أَبُو بكر قبل الْمَدِينَة) بِكَسْر الْقَاف وَفتح الْبَاء الْمُوَحدَة أَي: جِهَتهَا، وَتقدم فِي الْكفَالَة، وَخرج أَبُو بكر مُهَاجرا، هُوَ نصب على الْحَال الْمقدرَة.

<<  <  ج: ص:  >  >>