للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يصرف عَن الضَّرع. قَوْله: (حَتَّى ينعق بهما) كلمة: حَتَّى، للغاية و: ينعق، بِكَسْر الْعين الْمُهْملَة أَي: يَصِيح بغنمه، والنعق صَوت الرَّاعِي وَالضَّمِير فِي: بهما، يرجع إِلَى لفظ المنحة، و: لفظ الْغنم وَهَذَا هُوَ رِوَايَة أبي ذَر: أَعنِي بهما التَّثْنِيَة، وَفِي رِوَايَة غَيره: بهَا، بِالْإِفْرَادِ. قَالَ الْكرْمَانِي: أَي: المنحة أَو بالغنم. قَوْله: (عَامر) ، مَرْفُوع لِأَنَّهُ فَاعل ينعق. قَوْله: (بِغَلَس) أَي: فِي غلس وَهُوَ ظلام آخر اللَّيْل قَوْله: (من بني الديل) ، بِكَسْر الدَّال وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف. وَقيل بِضَم أَوله وبالهمزة الْمَكْسُورَة فِي ثَانِيه. قَوْله: (وَهُوَ) أَي: الرجل الَّذِي استأجراه من بني عبد بن عدي بن الديل بن عبد منَاف بن كنَانَة، وَيُقَال: من بني عدي بن عَمْرو بن خُزَاعَة، وَقَالَ ابْن هِشَام: اسْمه عبد الله بن أرقد. وَفِي رِوَايَة الْأمَوِي عَن ابْن إِسْحَاق: أريقد بِالتَّصْغِيرِ وَعند ابْن سعد: عبد الله ابْن أريقط، بِالطَّاءِ مَوضِع الدَّال بِالتَّصْغِيرِ، وَهَذَا هُوَ الْأَشْهر، وَقَالَ ابْن التِّين عَن مَالك: إسمه رقيط، وَكَانَ كَافِرًا. قَوْله: (هادياً) ، نصب لِأَنَّهُ صفة رجلا يَعْنِي: يهديهما إِلَى الطَّرِيق. قَوْله: (خريتاً) ، صفة بعد صفة، وَهُوَ بِكَسْر الْخَاء الْمُعْجَمَة وَتَشْديد الرَّاء وبالياء آخر الْحُرُوف الساكنة وَفِي آخِره تَاء مثناة من فَوق والخريت الماهر بالهداية، أَشَارَ بِهِ إِلَى تَفْسِير الخريت وَهَذَا مدرج فِي الْخَبَر من كَلَام الزُّهْرِيّ، وَعَن الْخطابِيّ: الخريت مَأْخُوذ من خرت الإبرة كَأَنَّهُ يَهْتَدِي لمثل خرتها من الطَّرِيق، وخرت الإبرة بِالضَّمِّ: ثقبها، وَحكى عَن الْكسَائي: خرتنا الأَرْض إِذا عرفناها وَلم تخف علينا طرقها. وَقَالَ ابْن الْأَثِير: الخريت الماهر الَّذِي يَهْتَدِي لأخرات الْمَفَازَة وَهِي طرقها الْخفية. قَوْله: (قد غمس حلفا فِي آل الْعَاصِ بن الوائل) هَذِه الْجُمْلَة وَقعت حَالا من قَوْله: رجلا. وَالْأَصْل فِي الْجُمْلَة الفعلية الْمَاضِيَة إِذا وَقعت حَالا أَن يكون فِيهَا كلمة: قد، إِمَّا ظَاهِرَة وَإِمَّا مقدرَة كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى: {أوجاؤكم حصرت صُدُورهمْ} (النِّسَاء: ٩٠) . أَي: قد حصرت. قَوْله: غمس حلفا، أَي: أَخذ بِنَصِيب من حلفهم وعقدهم يَأْمَن بِهِ، كَانَت عَادَتهم أَن يحضروا فِي جَفْنَة طيبا أَو دَمًا أَو رَمَادا فَيدْخلُونَ فِيهِ أَيْديهم عِنْد التَّحَالُف ليتم عقدهم عَلَيْهِ باشتراكهم فِي شَيْء وَاحِد، وَالْحلف بِفَتْح الْحَاء وَكسر اللَّام، مصدر حَلَفت وَقد تسكن اللَّام وَيُرَاد بِهِ الْعَهْد بَين الْقَوْم. قَوْله: (فأمناه) بقصر الْهمزَة وَكسر الْمِيم أَي: ائتمناه، كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى: {فَإِن أَمن بَعْضكُم بَعْضًا} (الْبَقَرَة: ٢٨٣) . وأمنته على كَذَا وائتمنته بِمَعْنى. قَوْله: (فَأخذ بهم طَرِيق السواحل) وَفِي رِوَايَة مُوسَى بن عقبَة: فَأجَاز بهما أَسْفَل مَكَّة ثمَّ مضى هما حَتَّى جَاءَ بهما السَّاحِل أَسْفَل من عسفان، ثمَّ أجَاز بهما حَتَّى عَارض الطَّرِيق.

قَوْله: (قَالَ ابْن شهَاب) هُوَ مَوْصُول بِإِسْنَاد حَدِيث عَائِشَة الْمَذْكُور، وَهُوَ مُحَمَّد بن مُسلم الزُّهْرِيّ أحد رُوَاة الحَدِيث. قَوْله: (عبد الرَّحْمَن بن مَالك بن جعْشم) بِضَم الْجِيم وَسُكُون الْعين الْمُهْملَة وَضم الشين الْمُعْجَمَة، وَحكى فتح الْجِيم أَيْضا: المدلجي، بِضَم الْمِيم وَسُكُون الدَّال الْمُهْملَة وَكسر اللَّام وبالجيم: من بني مُدْلِج بن مرّة بن عبد منَاف بن كنَانَة، وَمَالك وَالِد عبد الرَّحْمَن، هَذَا ذكره ابْن حبَان فِي التَّابِعين وَلَيْسَ لَهُ وَلَا لِأَخِيهِ سراقَة وَلَا لِابْنِهِ عبد الرَّحْمَن فِي البُخَارِيّ غير هَذَا الحَدِيث. قَوْله: (وَهُوَ ابْن أخي سراقَة بن جعْشم) أَي: عبد الرَّحْمَن هُوَ ابْن أخي سراقَة، وَفِي رِوَايَة أبي ذَر: سراقَة بن مَالك بن جعْشم، وَالْأول هُوَ الْمُعْتَمد عَلَيْهِ، وَقَالَ الْكرْمَانِي: سراقَة بن جعْشم، ويروى: سراقَة بن مَالك بن جعْشم وَالْأول هُوَ الْمُوَافق لكَونه ابْن أَخِيه، لَكِن الْمَشْهُور هُوَ الثَّانِي كَمَا فِي كتاب (الِاسْتِيعَاب) قلت: يَعْنِي ذكر أَبُو عمر فِي كتاب (الِاسْتِيعَاب) : سراقَة بن مَالك بن جعْشم بن مَالك ... إِلَى آخِره. وَذكر أَنه يعد فِي أهل الْمَدِينَة، وَيُقَال: إِنَّه سكن مَكَّة، وكنية سراقَة أَبُو سُفْيَان، وَكَانَ ينزل قديدا وعاشا إِلَى خلَافَة عُثْمَان وَقَالَ الذَّهَبِيّ سراقَة بن مَالك بن جعْشم الْكِنَانِي المدلجي أَبُو سُفْيَان أسلم بعد الطَّائِف، وَيُقَال: وَحَيْثُ جَاءَ فِي الرِّوَايَات: سراقَة بن جعْشم، يكون نسبته إِلَى جده. قَوْله: (دِيَة فِي كل وَاحِد) أَي: مائَة من الْإِبِل، وَصرح بذلك مُوسَى بن عقبَة وَصَالح ابْن كيسَان فِي روايتهما عَن الزُّهْرِيّ. قَوْله: (ودية) مَنْصُوب بقوله: (يجْعَلُونَ) ويروى: دِيَة كل وَاحِد، بِإِضَافَة دِيَة إِلَى كل، قَوْله: (من قَتله) ويروى: لمن قَتله، وَالضَّمِير الْمَنْصُوب فِيهِ يرجع إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَكَذَلِكَ فِي: (أَو أسره) . قَوْله: (فَبَيْنَمَا أَنا جَالس) ، قَول سراقَة. قَوْله: (أقبل) جَوَاب: بَيْنَمَا، ويروى: إِذْ أقبل. قَوْله: (وَنحن جُلُوس) الْوَاو فِيهِ للْحَال، وَالْجُلُوس جمع جَالس. قَوْله: (فَقَالَ: يَا سراقَة) الْقَائِل هُوَ الرجل الَّذِي هُوَ من بني مُدْلِج. قَوْله: (رَأَيْت أنفًا) أَي: فِي هَذِه السَّاعَة. قَوْله: (أَسْوِدَة) أَي: أشخاصاً. قَوْله: (فَعرفت أَنهم هم) أَي: عرفت أَن الأسودة هم مُحَمَّد وَأَصْحَابه. قَوْله: (فَقلت لَهُ) الْقَائِل سراقَة لذَلِك الرجل (إِنَّهُم) أَي: إِن الأسودة (لَيْسُوا بهم) أَي: بِمُحَمد وَأَصْحَابه، ثمَّ استدرك بقوله: (وَلَكِنَّك رَأَيْت فلَانا وَفُلَانًا انْطَلقُوا بأعيننا) ، أَي: فِي نَظرنَا مُعَاينَة

<<  <  ج: ص:  >  >>