والْحَدِيث قد مضى فِي كتاب الْجِهَاد فِي: بَاب هَل يستأسر الرجل؟ وَمضى الْكَلَام فِيهِ مستقصى.
قَوْله:(عينا) أَي: جاسوساً، وانتصابه على أَنه بدل من: عشرَة. قَوْله:(أَمر) بتَشْديد الْمِيم. قَوْله:(جد عَاصِم بن عمر) يَعْنِي لأمه. قَوْله:(بالهدأة) بِفَتْح الْهَاء وَالدَّال الْمُهْملَة والهمزة، وَقيل بِإِسْكَان الدَّال بِالْألف وَاللَّام، وَقيل بِغَيْرِهِمَا، وَالنِّسْبَة إِلَيْهَا: هدوي على غير قِيَاس، وَقيل: رويت بتَخْفِيف الدَّال وتشديدها، وَعَن أبي حَاتِم: أَن هَذِه بَين مَكَّة وَالْمَدينَة، وَقَالَ ابْن سعد: على على سَبْعَة أَمْيَال من عسفان، وَهُوَ بِضَم الْعين الْمُهْملَة: مَوضِع على مرحلَتَيْنِ من مَكَّة. قَوْله:(ذكرُوا) على صِيغَة الْمَجْهُول. قَوْله:(بَنو لحيان) بِكَسْر اللَّام وَسُكُون الْحَاء الْمُهْملَة وَتَخْفِيف الْيَاء آخر الْحُرُوف، وَقَالَ الرشاطي: لحيان فِي هُذَيْل، وَقَالَ الْهَمدَانِي: لحيان من بقايا جرهم دخلت فِي هُذَيْل، وَقَالَ ابْن دُرَيْد: هُوَ من لحيث الْعود ولحوته إِذا قشرته، وهذيل، هُوَ ابْن مدركة بن إلْيَاس بن مُضر. قَوْله:(فنفروا إِلَيْهِم) أَي: ذَهَبُوا لقتالهم. قَوْله:(مَأْكَلهمْ) اسْم الْمَكَان أَي: فِي مَأْكَلهمْ. قَوْله:(فأعطونا بِأَيْدِيكُمْ) أَي: انقادوا وسلموا. قَوْله:(مِنْهُم خبيب) ، بِضَم الْخَاء الْمُعْجَمَة وَفتح الْبَاء الْمُوَحدَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَفِي آخِره بَاء مُوَحدَة أُخْرَى: وَهُوَ ابْن عدي الْأنْصَارِيّ. قَوْله:(وَزيد بن الدثنة) ، بِفَتْح الدَّال الْمُهْملَة وَكسر الثَّاء الْمُثَلَّثَة وبالنون، ابْن مُعَاوِيَة بن عبيد بن عَامر بن بياضة الْأنْصَارِيّ البياضي. قَوْله:(وَرجل آخر) هُوَ عبد الله بن طَارق حَلِيف بني ظفر. قَوْله:(أوتار قسيهم) ، الأوتار جمع وتر، والقسي جمع قَوس، وَأَصله: قووس، لِأَنَّهُ فعول، إلَاّ أَنهم قدمُوا اللَاّم وصيروه: قسواً، على وزن فلوع، ثمَّ قلبوا الْوَاو يَاء فَصَارَ: قسي: ثمَّ كسروا السِّين فَصَارَ على وزن: فليع، وَيجمع الْقوس على أقواس أَيْضا، وَقِيَاس، والقوس يذكر وَيُؤَنث فَمن أنثه قَالَ فِي تصغيره: قويسية، وَمن ذكره قَالَ: قويس. قَوْله:(فَأبى أَن يصحبهم) ، وَلم يبين فِيهِ مَا فعلوا بِهِ وَبَين فِي غَزْوَة الرجيع أَنهم قَتَلُوهُ. قَوْله:(فَابْتَاعَ بَنو الْحَارِث) أَي: اشْترى، وَفِي (التَّوْضِيح) : فَابْتَاعَ حُجَيْر بن أبي إهَاب خبيباً لِابْنِ أَخِيه عقبَة بن الْحَارِث بن عَامر خَال أبي إهَاب ليَقْتُلهُ بِأَبِيهِ، وَعند أبي معشر: اشترت خبيباً ابْنة أبي سروعة، واشترك مَعهَا نَاس، وَقَالَ الْوَاقِدِيّ اشْترى صَفْوَان بن أُميَّة زيدا ليَقْتُلهُ بِأَبِيهِ بِخَمْسِينَ فَرِيضَة، وَيُقَال: إِنَّه اشْترك فِيهِ نَاس من قُرَيْش، وخبيب اشْتَرَاهُ حُجَيْر بن أبي إهَاب بِثَمَانِينَ مِثْقَالا من ذهب، وَيُقَال: بِخَمْسِينَ فَرِيضَة، وَالْفَرِيضَة بالضاد الْمُعْجَمَة: الْبَعِير الْمَأْخُوذ من الزَّكَاة، ثمَّ اتَّسع فِيهِ حَتَّى سمي الْبَعِير فَرِيضَة فِي غير الزَّكَاة، وَيُقَال: اشترته بنت الْحَارِث بِمِائَة من الْإِبِل، وَعند معمر: اشْتَرَاهُ بَنو الْحَارِث ابْن نَوْفَل، وَعند ابْن عقبَة: اشْترك فِي ابتياع خبيب أَبُو إهَاب بن عَزِيز، وَعِكْرِمَة بن أبي جهل، والأخنس بن شرِيف، وَعبيدَة بن حَكِيم بن الأوقص، وَأُميَّة بن أبي عتبَة، وَبَنُو الْحَضْرَمِيّ، وَشعْبَة بن عبد الله وَصَفوَان بن أُميَّة، وهم أَبنَاء من قتل من الْمُشْركين ببدر، ودفعوه إِلَى عقبَة بن الْحَارِث فسجنه فِي دَاره. قَوْله:(وَكَانَ خبيب هُوَ قتل الْحَارِث بن عَامر) وَاعْترض الدمياطي فَقَالَ: لم يقتل خبيب هَذِه، وَإِنَّمَا هُوَ أحد بني جحجبي الْحَارِث بن عَامر بن نَوْفَل بن عبد منَاف، وَلم يشْهد بَدْرًا، وَالَّذِي شهد بَدْرًا وَقتل فِيهَا الْحَارِث هُوَ خبيب بن يسَاف بن عقبَة بن عَمْرو بن خديج بن عَامر بن جشم بن الْحَرْث بن الْخَزْرَج، وخبيب بن عدي أحد بني عَمْرو بن عَوْف بن مَالك بن الْأَوْس، شهد أحدا وَمَات خبيب بن يسَاف فِي زمن عُثْمَان، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ. قلت: قَالَ أَبُو عمر فِي كِتَابه (الِاسْتِيعَاب) : خبيب بن عدي الْأنْصَارِيّ من بني جحجبي بن كلفة بن عَمْرو بن عَوْف، شهد بَدْرًا وَأسر يَوْم الرجيع، وَقَالَ أَيْضا خبيب بن أساف وَيُقَال: يسَاف، شهد بَدْرًا وأحداً وَالْخَنْدَق، وَكَانَ نازلاً بِالْمَدِينَةِ. قَوْله:(مُوسَى) جَازَ صرفه وَمنعه نظرا إِلَى اشتقاقه، كَذَا قَالَه الْكرْمَانِي: سكت عَلَيْهِ. قلت: مُوسَى مَا يحلق بِهِ من أوسى رَأسه أَي: حلق، قَالَ الْفراء: هِيَ فعلى وتؤنث، وَقَالَ عبد الله بن سعيد الأموري: هُوَ مُذَكّر لَا غير، يُقَال: هَذَا مُوسَى، وَهُوَ مفعل، وَقَالَ: أَبُو عبيد لم يسمع التَّذْكِير فِيهِ إلَاّ من الْأمَوِي، وَقَالَ أَبُو عَمْرو