للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

غُزّا وَاحِدُها غَازٍ

أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {وَقَالُوا لإخوانهم إِذا ضربوا فِي الأَرْض أَو كَانُوا غزا لَو كَانُوا عندنَا مَا مَاتُوا} (آل عمرَان: ١٥٦) الْآيَة. وغزّا، بِضَم الْغَيْن وَتَشْديد الزَّاي جمع غاز كعفى جمع عاف. وَقَالَ بَعضهم: غزا وَاحِدهَا غاز. تَفْسِير أبي عُبَيْدَة. قلت: مثل هَذَا لَا يُسمى تَفْسِيرا فِي اصْطِلَاح أهل التَّفْسِير، غَايَة مَا فِي الْبَاب أَنه قَالَ جمع غاز. وأصل غاز غازى فأعل إعلال قَاض. وَقَرَأَ الْحسن غزا بِالتَّخْفِيفِ. وَقيل: أَصله غزَاة فَحذف الْهَاء، وَفِيه نظر.

سَنَكْتُبُ سَنَحْفَظُ

أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {لقد سمع الله قَول الَّذين قَالُوا إِن الله فَقير وَنحن أَغْنِيَاء سنكتب مَا قَالُوا} (آل عمرَان: ١٨١) الْآيَة. وَفسّر: سنكتب، بقوله سنحفظ. أَي: سنحفظه وتثبته فِي علمنَا، وَفِي التَّفْسِير: (سنكتب مَا قَالُوا) فِي صَحَائِف الْحفظَة، وَقَرَأَ حَمْزَة: (سيكتب) . بِضَم الْيَاء آخر الْحُرُوف على الْبناء للْمَجْهُول، وَتَفْسِير البُخَارِيّ تَفْسِير باللازم لِأَن الْكِتَابَة تَسْتَلْزِم الْحِفْظ.

نُزُلاً ثَوَابا وَيَجُوزُ وَمُنَزّلٌ مِنْ عِنْدِ الله كَقَوْلِكَ أنْزَلْتُهُ

أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {لَكِن الَّذين اتَّقوا رَبهم لَهُم جنَّات تجْرِي من تحتهَا الْأَنْهَار خَالِدين فِيهَا نزلا من عِنْد الله وَمَا عِنْد الله خير للأبرار} (آل عمرَان: ١٩٨) وَفسّر: نزلا، بقوله: ثَوابًا. وَفَسرهُ فِي التَّفْسِير. بقوله: أَي ضِيَافَة من الله، والنزل: بِسُكُون الزَّاي وَضمّهَا مَا يقدم للنازل. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: وانتصابه إِمَّا على الْحَال من: جنَّات، لتخصصها بِالْوَصْفِ، وَالْعَامِل اللَّام، وَيجوز أَن يكون بِمَعْنى مصدر مُؤَكد كَأَنَّهُ قيل: رزقا أَو عَطاء، من عِنْد الله. قَوْله: (وَيجوز: ومنزل من عِنْد الله) أَرَادَ بِهِ أَن نزلا الَّذِي هُوَ الْمصدر يكون بِمَعْنى منزلا على صِيغَة اسْم الْمَفْعُول من قَوْلك: أنزلته. وَيكون الْمَعْنى: لَهُم جنَّات تجْرِي من تحتهَا الْأَنْهَار خَالِدين فِيهَا منزلَة، يَعْنِي: معطى لَهُم منزلا من عِنْد الله كَمَا يعْطى الضَّيْف النزل وَقت قدومه.

وَقَالَ ابنُ جُبَيْرٍ: وَحَصُورا لَا يَأْتِي النِّسَاءَ

أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {إِن الله يبشرك بِيَحْيَى مُصدقا بِكَلِمَة من الله وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا من الصَّالِحين} (آل عمرَان: ٣٩) وَقَالَ سعيد ابْن جُبَير معنى حصورا لَا يَأْتِي النِّسَاء، وَوصل هَذَا الْمُعَلق عبد فَقَالَ: حَدثنَا جَعْفَر بن عبد الله السّلمِيّ عَن أبي بكر الْهُذلِيّ عَن الْحسن وَسَعِيد بن جُبَير وَعَطَاء وَأبي الشعْثَاء أَنهم قَالُوا: السَّيِّد الَّذِي يغلب غَضَبه، والحصور الَّذِي لَا يغشى النِّسَاء، وأصل الْحصْر الْحَبْس وَالْمَنْع يُقَال لمن لَا يَأْتِي النِّسَاء وَهُوَ أَعم من أَن يكون بطبعه كالعنين أَو المجاهدة نَفسه وَهُوَ الممدوح وَهُوَ المُرَاد فِي وصف السَّيِّد يحيى، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام.

وَقَالَ عِكْرَمَةُ مِنْ فَوْرِهِمْ مِنْ غَضَبِهِمْ يَوْمَ بَدْرٍ

أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {بلَى أَن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هَذَا} (آل عمرَان: ١٢٥) الْآيَة، وَفسّر عِكْرِمَة مولى ابْن عَبَّاس: من فوره، بقوله: من غضبهم، وَهَذَا التَّعْلِيق وَصله الطَّبَرِيّ من طَرِيق دَاوُد بن أبي هِنْد عَن عِكْرِمَة، قَالَ: فورهم، ذَلِك كَانَ يَوْم أحد غضبوا ليَوْم بدر مِمَّا لقوا.

وَقَال مُجَاهدٌ يُخْرِجُ الحَيَّ النُّطْفَةُ تَخْرُجُ مَيِّتَةً وَيُخْرِجُ مِنْها الحَيُّ

أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {وَتخرج الْحَيّ من الْمَيِّت وَتخرج الْمَيِّت من الْحَيّ وترزق من تشَاء بِغَيْر حِسَاب} (آل عمرَان: ٢٧) قَالَ مُجَاهِد: تخرج الْحَيّ، مَعْنَاهُ النُّطْفَة تخرج حَال كَونهَا ميتَة. وَيخرج من تِلْكَ الْميتَة الْحَيّ، وَهَذَا التَّعْلِيق وَصله مُحَمَّد بن جرير عَن الْقَاسِم. حَدثنَا حجاج عَن ابْن جريج عَن مُجَاهِد، وَحَكَاهُ أَيْضا عَن ابْن مَسْعُود وَالضَّحَّاك وَالسُّديّ وَإِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد وَقَتَادَة وَسَعِيد بن جُبَير، وَفِي (تَفْسِير ابْن كثير) يخرج الْحبَّة من الزَّرْع وَالزَّرْع من الْحبَّة والنخلة من النواة والنواة من النَّخْلَة وَالْمُؤمن من الْكَافِر وَالْكَافِر من الْمُؤمن والدجاجة من الْبَيْضَة والبيضة من الدَّجَاجَة. وَقَالَ الْحسن: يخرج الْمُؤمن الْحَيّ من الْكَافِر الْمَيِّت. قَوْله: (النُّطْفَة) مُبْتَدأ وَتخرج، جملَة فِي مَحل الرّفْع خَبره، وميتة نصب على الْحَال من الضَّمِير الَّذِي فِي تخرج.

<<  <  ج: ص:  >  >>