أَي: وَقَالَ غير ابْن عَبَّاس لفظ المراغم فِي قَوْله تَعَالَى: {وَمن يُهَاجر فِي سَبِيل الله يجد فِي الأَرْض مراغما كثيرا وسعة} وَكَأَنَّهُ أَرَادَ بِالْغَيْر: أَبَا عُبَيْدَة، فَإِن هَذَا لَفظه حَيْثُ قَالَ: المراغم وَالْمُهَاجِر وَاحِد. تَقول: هَاجَرت قومِي وراغمت قومِي، وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: مراغما مُهَاجرا وطريقا يراغم بسلوكه قومه أَي: يفارقهم على رغم أنوفهم، والرغم الذل والهوان وَأَصله لصوق الْأنف بالرغام وَهُوَ التُّرَاب، يُقَال: راغمت الرجل إِذا فارقته وَهُوَ يكره مفارقتك، وَفِي (تَفْسِير ابْن كثير) المراغم مصدر تَقول الْعَرَب، راغم فلَان قومه مراغما ومرغمة، وَقَالَ ابْن عَبَّاس المراغم المتحول من أَرض إِلَى أَرض، وَكَذَا رُوِيَ عَن الضَّحَّاك وَالربيع بن أنس وَالثَّوْري، وَقَالَ مُجَاهِد: مراغما يَعْنِي متزحزحا عَمَّا يكره.
مَوْقُوتا مُؤَقَّتا وَقَتَهُ عَلَيْهِمِ
هَذَا لم يَقع فِي رِوَايَة أبي ذَر، وَهُوَ تَفْسِير أبي عُبَيْدَة أَيْضا فِي قَوْله تَعَالَى:{إِن الصَّلَاة كَانَت على الْمُؤمنِينَ كتابا موقوتا} قَوْله: (وقته) أَي: وقته الله عَلَيْهِم. وروى ابْن أبي حَاتِم من طَرِيق عَليّ بن أبي طَلْحَة عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله:(موقوتا) قَالَ مَفْرُوضًا.