والأوز والبط، وَقَالَ سعيد بن جُبَير: هُوَ الَّذِي لَيْسَ بمنفرج الْأَصَابِع، وَفِي رِوَايَة عَنهُ: كل شَيْء مفرق الْأَصَابِع وَمِنْه الديك، وَقَالَ قَتَادَة: كَانَ يُقَال الْبَعِير وَأَشْيَاء من الطير وَالْحِيتَان، وَقيل: ذَوَات الظلْف كَالْإِبِلِ، وَمَا لَيْسَ بِذِي أَصَابِع كالأوز والبط، وَهُوَ اخْتِيَار الزّجاج، وَقَالَ ابْن دُرَيْد، ذُو الظفر الْإِبِل فَقَط، وَقَالَ القتبي: هُوَ كل ذِي مخلب من الطير وحافر من الدَّوَابّ، قَالَ: وَيُسمى الْحَافِر ظفرا على الِاسْتِعَارَة، وَقَالَ الثَّعْلَبِيّ: قَرَأَ الْحسن: ظفر، بِكَسْر الظَّاء وَسُكُون الْفَاء، وَقَرَأَ أَبُو السماك بِكَسْر الظَّاء وَالْفَاء، وَهِي لُغَة. قَوْله: (شحومهما) ، جمع شَحم، والشحوم الْمُحرمَة الثروب، قيل: هُوَ الَّذِي لم يخْتَلط بِعظم وَلَا لحم، وَقيل: شحوم الْكُلِّي.
وَقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ كلُّ ذِي ظُفُرٍ البَعِيرُ وَالنّعَامَةُ
هَذَا التَّعْلِيق وَصله ابنن جريج من طَرِيق عَليّ بن أبي طَلْحَة عَن ابْن عَبَّاس، وروى من طَرِيق آخر ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد مثله.
الحَوَايَا المَبْعَرُ
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {أَو الحوايا أَو مَا اخْتَلَط بِعظم} ، وَهُوَ تَفْسِير ابْن عَبَّاس أَيْضا والمبعر هُوَ المعا. وَفِي رِوَايَة أبي الْوَقْت المباعر جمع مبعر، وَوَصله ابْن جرير من طَرِيق عَليّ بن أبي طَلْحَة عَن ابْن عَبَّاس، قَالَ: الحوايا هُوَ المبعر، وَأخرجه عبد الرَّزَّاق عَن معمر عَن قَتَادَة مثله، وَقَالَ سعيد بن جُبَير: الحوايا المباعر، أخرجه ابْن جرير، وَقَالَ الْجَوْهَرِي: الحوايا الأمعاء، وَقَالَ ابْن جرير: وَهُوَ جمع وَاحِدهَا حاوية وحوية، وَهِي مَا حوى وَاجْتمعَ واستدار من الْبَطن، وَهِي بَنَات اللَّبن وَهِي المباعر وَتسَمى المرابض وفيهَا الأمعاء.
وَقَالَ غَيْرُهُ هَادُوا صَارُوا يَهُودا وَأمَا قَوْلُهُ عُدْنا تُبْنا هَائِدٌ تَائِبٌ
أَي: قَالَ غير ابْن عَبَّاس فِي معنى قَوْله تَعَالَى: {وعَلى الَّذين هادوا} (الْأَنْعَام: ١٤٦) صَارُوا يهودا. قَوْله: (هدنا) ، أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {وَفِي الْآخِرَة إِنَّا هدنا إِلَيْك} (الْأَعْرَاف: ١٥٦) فِي سُورَة الْأَعْرَاف، وَفِي التَّفْسِير: أَي تبنا ورجعنا إِلَيْك. قَالَ ابْن عَبَّاس وَمُجاهد وَسَعِيد بن جُبَير وَأَبُو الْعَالِيَة وَالضَّحَّاك وَقَتَادَة، وَالسُّديّ وَغير وَاحِد، وَهُوَ من هاد يهود هودا تَابَ وَرجع إِلَى الْحق، فَهُوَ هائد وَيجمع على هود، يُقَال: قوم هود، مثل حَائِل وحول، وَقَالَ أَبُو عبيد: التهود التَّوْبَة وَالْعَمَل الصَّالح.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute