١٤ - (حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن الْمُنْذر قَالَ حَدثنَا أنس بن عِيَاض عَن عبيد الله عَن مُحَمَّد بن يحيى بن حبَان عَن وَاسع بن حبَان عَن عبد الله بن عمر قَالَ ارتقيت فَوق ظهر بَيت حَفْصَة لبَعض حَاجَتي فَرَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقْضِي حَاجته مستدبر الْقبْلَة مُسْتَقْبل الشأم) مُطَابقَة الحَدِيث للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة (بَيَان رِجَاله) وهم سِتَّة الأول إِبْرَاهِيم بن الْمُنْذر بِلَفْظ اسْم الْفَاعِل من الْإِنْذَار وَقد مر فِي أول كتاب الْعلم. الثَّانِي أنس بن عِيَاض أَبُو ضَمرَة اللَّيْثِيّ الْمدنِي ثِقَة عَالم روى عَن شُعْبَة وعدة وَعنهُ أَحْمد وأمم مَاتَ سنة مِائَتَيْنِ عَن سِتّ وَتِسْعين سنة وَهُوَ من الْأَفْرَاد لَيْسَ فِي الْكتب السِّتَّة أنس بن عِيَاض سواهُ. الثَّالِث عبيد الله بِالتَّصْغِيرِ ابْن عمر بن حَفْص بن عَاصِم بن عمر بن الْخطاب أَبُو عُثْمَان القريشي الْمدنِي روى عَن أَبِيه وَالقَاسِم وَسَالم وعدة وَيُقَال أَنه أدْرك أم خَالِد بنت خَالِد وَعنهُ خلق آخِرهم عبد الرَّزَّاق مَاتَ سنة سبع وَأَرْبَعين وَمِائَة. الرَّابِع مُحَمَّد بن يحيى بن حبَان بِفَتْح الْحَاء وَتَشْديد الْبَاء الْمُوَحدَة. الْخَامِس عَمه وَاسع بن حبَان كِلَاهُمَا تقدما فِي بَاب من تبرز على لبنتين. السَّادِس عبد الله بن عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا (بَيَان لطائف إِسْنَاده) مِنْهَا أَن فِيهِ التحديث والعنعنة. وَمِنْهَا أَن رُوَاته كلهم مدنيون. وَمِنْهَا أَن فِي رُوَاته ثَلَاثَة من التَّابِعين بَعضهم عَن بعض وهم عبيد الله بن عمر فَإِنَّهُ تَابِعِيّ صَغِير من فُقَهَاء أهل الْمَدِينَة وأثباتهم وَمُحَمّد بن يحيى وواسع بن حبَان وَمِنْهَا أَن فِيهِ رِوَايَة الصَّحَابِيّ عَن الصَّحَابِيّ على قَول من يعد وَاسِعًا من الصَّحَابَة (بَيَان تعدد مَوْضِعه وَمن أخرجه غَيره) قد ذكرنَا فِي بَاب من تبرز على لبنتين تعدد مَوْضِعه وَمن أخرجه غَيره عَن قريب (بَيَان مَا فِيهِ من اللُّغَة وَالْإِعْرَاب وَالْمعْنَى) قَوْله ارتقيت أَي صعدت قَوْله يقْضِي حَاجته جملَة فِي مَحل النصب على الْحَال وَرَأَيْت بِمَعْنى أَبْصرت فَلَا يَقْتَضِي إِلَّا مَفْعُولا وَاحِدًا قَوْله مستدبر الْقبْلَة نصب على الْحَال لَا يُقَال شَرط الْحَال أَن تكون نكرَة لأَنا نقُول إِضَافَته لفظية لَا تفِيد التَّعْرِيف وَفَائِدَة ذكره التَّأْكِيد وَالتَّصْرِيح بِهِ وَإِلَّا فمستقبل الشَّام فِي الْمَدِينَة مستدبر الْقبْلَة قطعا فَإِن قلت قد قَالَ هَهُنَا فَوق ظهر بَيت حَفْصَة وَفِي الرِّوَايَة الْآتِيَة عَن قريب على ظهر بيتنا وَفِي رِوَايَة أُخْرَى وَقد مضيت على ظهر بَيت لنا فَمَا وَجه ذَلِك قلت بَيت حَفْصَة بَيته أَو كَانَ لَهَا بَيت فِي بَيت عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ يعرف بهَا أَو صَار إِلَيْهَا بعد فَإِن قلت فِي الرِّوَايَة الْمَاضِيَة مُسْتَقْبلا بَيت الْمُقَدّس وَكَذَا فِي الرِّوَايَة الْآتِيَة مُسْتَقْبل الشَّام قلت الْعبارَة مُخْتَلفَة وَالْمعْنَى وَاحِد لِأَنَّهُمَا فِي جِهَة وَاحِدَة فَافْهَم
١٥ - (حَدثنَا يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم قَالَ حَدثنَا يزِيد بن هَارُون قَالَ أخبرنَا يحيى عَن مُحَمَّد بن يحيى بن حبَان أَن عَمه وَاسع بن حبَان أخبرهُ أَن عبد الله بن عمر أخبرهُ قَالَ لقد ظَهرت ذَات يَوْم على ظهر بيتنا فَرَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَاعِدا على لبنتين مُسْتَقْبل بَيت الْمُقَدّس) الْكَلَام فِيهِ كَالْكَلَامِ فِيمَا قبله (بَيَان رِجَاله) وهم سِتَّة الأول يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم أَبُو يُوسُف الدَّوْرَقِي وَقد تقدم فِي بَاب حب الرَّسُول من الْإِيمَان الثَّانِي يزِيد بن هَارُون وَكَذَا وَقع فِي رِوَايَة أبي ذَر والأصيلي وَهُوَ الْحَافِظ المتقن أحد الْأَعْلَام روى عَنهُ الذهلي وَخلق مَاتَ وَقد عمي سنة سِتّ وَمِائَتَيْنِ بواسط عَن ثَمَان وَثَمَانِينَ سنة وَلَيْسَ فِي الْكتب السِّتَّة مشارك لَهُ فِي اسْمه وَاسم أَبِيه الثَّالِث يحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ الْمدنِي روى مَالك عَنهُ هَذَا الحَدِيث كَمَا تقدم الرَّابِع وَالْخَامِس وَالسَّادِس تكَرر ذكرهم (بَيَان لطائف إِسْنَاده) مِنْهَا أَن فِيهِ التحديث والإخبار والعنعنة وَمِنْهَا أَن رُوَاته أَئِمَّة أجلاء أَعْلَام وَمِنْهَا أَن فِيهِ رِوَايَة ثَلَاثَة من التَّابِعين بَعضهم عَن بعض (بَيَان بَقِيَّة الْكَلَام) قَوْله لقد ظَهرت أَي عَلَوْت وارتقيت وَاللَّام وَقد فِيهِ للتَّأْكِيد قَوْله ذَات يَوْم مَعْنَاهُ يَوْمًا وَهُوَ من بَاب إِضَافَة الْمُسَمّى إِلَى اسْمه أَي ظَهرت فِي زمَان هُوَ مُسَمّى لفظ الْيَوْم وَصَاحبه وَيحْتَمل أَن يكون من إِضَافَة الْعَام إِلَى الْخَاص أَي ظَهرت نفس الْيَوْم فَيُفِيد التَّأْكِيد أَي الْيَوْم فِي نَفسه وَإِنَّمَا لم يتَصَرَّف ذَات يَوْم وَذَات مرّة لأمرين أَحدهمَا أَن إضافتهما من قبيل إِضَافَة الْمُسَمّى إِلَى الِاسْم كَمَا ذكرنَا لِأَن معنى لقيتك