النبيُّ أوْ قَالَ أبُو القاسِمِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: بَيْنَما رجُلٌ يَمْشِي فِي حُلَّةٍ تُعْجِبُهُ نَفْسُهُ مُرَجِّلٌ جُمَّتَهُ إِذْ خسَفَ الله بِهِ، فَهْوَ يَتَجَلْجَلُ إِلَى يَوْمِ القِيامَةِ.
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة لِأَن الْمَشْي فِي حلَّة من إعجاب النَّفس معنى جر الثَّوْب خُيَلَاء.
والْحَدِيث أخرجه مُسلم أَيْضا فِي اللبَاس عَن عبيد الله بن معَاذ وَغَيره.
قَوْله: (قَالَ النَّبِي أَو قَالَ أَبُو الْقَاسِم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الشَّك من آدم شيخ البُخَارِيّ. قَوْله: (بَيْنَمَا) قد ذكرنَا غير مرّة أَن أصل: بَيْنَمَا، بَين فزيدت فِيهِ: مَا، ويضاف إِلَى جملَة وَيحْتَاج إِلَى خبر وَخَبره هُنَا. قَوْله: (إِذْ خسف الله بِهِ) قَوْله: (رجل) قَالَ الْكرْمَانِي: هَذَا الرجل يحْتَمل أَن يكون من هَذِه الْأمة، وسيقع بعد وَأَن يكون من الْأُمَم السالفة فَيكون إِخْبَارًا عَمَّا وَقع، وَقيل: هُوَ قَارون، وَقَالَ السُّهيْلي: إِن اسْمه هيزن من أَعْرَاب فَارس، وَجزم الكلاباذي والجوهري أَنه قَارون. قَوْله: (يمشي فِي حلَّة) وَفِي رِوَايَة لمُسلم: بَيْنَمَا رجل يمشي قد أَعْجَبته جمته وبرداه إِذْ خسف بِهِ الأَرْض، فَهُوَ يتجلجل فِي الأَرْض حَتَّى تقوم السَّاعَة. وَفِي رِوَايَة لَهُ من حَدِيث الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: بَيْنَمَا رجل يتبختر يمشي فِي برديه قد أَعْجَبته نَفسه ... الحَدِيث، والحلة ثَوْبَان، وَقد ذَكرْنَاهُ عَن قريب. قَوْله: (مرجل) من الترجيل بِالْجِيم وَهُوَ تَسْرِيح شعر الرَّأْس. قَوْله: (جمته) بِضَم الْجِيم وَتَشْديد الْمِيم مُجْتَمع شعر الرَّأْس وَهُوَ أكبر من الوفرة، وَيُقَال: هُوَ الشّعْر الَّذِي يتدلى من الرَّأْس إِلَى الْمَنْكِبَيْنِ وَإِلَى أَكثر من ذَلِك، وَأما الَّذِي لَا يتَجَاوَز الْأُذُنَيْنِ فَهُوَ الوفرة. قَوْله: (يتجلجل) من التجلجل بالجيمين وَهُوَ الْحَرَكَة، وَالْمعْنَى أَنه يَتَحَرَّك وَينزل مضطرباً، وَحكى عِيَاض أَنه روى: يتجلل، بجيم وَاحِدَة وَلَام ثَقيلَة بِمَعْنى يتغطى أَي: تَغْطِيَة الأَرْض، وَحكى أَيْضا: يتخلخل، بخاءين معجمتين واستبعدها.
٥٧٩٠ - حدّثنا سَعيدُ بنُ عُفَيْرٍ قَالَ: حدّثني اللَّيْثُ قَالَ: حدّثني عبْدُ الرَّحْمانِ بنُ خالِدٍ عنِ ابنِ شِهابٍ عنْ سالِمِ بنِ عبْدِ الله أنَّ أباهُ حدَّثَهُ أنَّ رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: بَيْنا رجُلٌ يَجُرُّ إزَارَهُ إذْ خُسِفَ بِهِ فَهْوَ يَتَجَلْجَلُ فِي الأرْضِ إِلَى يَوْمِ القِيامَةِ.
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة. والْحَدِيث مضى فِي: بَاب مَا ذكر عَن بني إِسْرَائِيل.
تابَعَهُ يُونُسُ عنِ الزُّهْرِيِّ ولَمْ يَرْفَعْهُ شعيْبٌ عنْ أبي هُرَيْرَةَ.
أَي: تَابع عبد الرَّحْمَن بن خَالِد يُونُس بن يزِيد فِي رِوَايَته عَن مُحَمَّد بن مُسلم الزُّهْرِيّ، وَذكر هَذِه الْمُتَابَعَة فِي أَوَاخِر بَاب مَا ذكر عَن بني إِسْرَائِيل: حَدثنَا بشر بن مُحَمَّد أخبرنَا عبد الله أخبرنَا يُونُس عَن الزُّهْرِيّ أَخْبرنِي سَالم أَن ابْن عمر حَدثهُ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: بَيْنَمَا رجل يجر إزَاره من الْخُيَلَاء إِذْ خسف بِهِ فَهُوَ يتجلجل فِي الأَرْض إِلَى يَوْم الْقِيَامَة. قَوْله: (وَلم يرفعهُ) أَي: لم يرفع الحَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن الزُّهْرِيّ، وَوَصله الْإِسْمَاعِيلِيّ عَن أبي الْيَمَان: حَدثنَا محمدِ بن مُسلم وأنبانا الْقَاسِم حَدثنَا ابْن زَنْجوَيْه قَالَا: حَدثنَا أَبُو الْيَمَان عَن شُعَيْب عَن الزُّهْرِيّ أَخْبرنِي سَالم أَن عبد الله بن عمر قَالَ: بَينا امرء جر إزَاره الحَدِيث.
ح دّثني عبْدُ الله بنُ مُحَمَّدٍ حَدثنَا وهْبُ بنُ جَريرٍ أخبرنَا أبي عنْ عَمِّهِ جَرِيرِ بنِ زَيْدٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ سالِمِ بنِ عبْدِ الله بنِ عُمَر عَلى بَاب دارِهِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، سَمِعَ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَحْوَهُ. (انْظُر الحَدِيث: ٣٤٨٥) .
مطابقته للتَّرْجَمَة تُؤْخَذ من قَوْله: (نَحوه) أَي: نَحْو حَدِيث ابْن عمر السَّابِق فَيكون لَهُ مُطَابقَة مثل مطابقته.
ووهب بن جرير يروي عَن أَبِيه جرير بن حَازِم بن زيد الْأَزْدِيّ عَن عَمه جرير بن زيد أبي سَلمَة الْبَصْرِيّ، وَلَيْسَ لَهُ فِي البُخَارِيّ سوى هَذَا الحَدِيث.
والْحَدِيث أخرجه النَّسَائِيّ فِي الزِّينَة عَن مُحَمَّد بن عبيد الله بن عبد الْعَظِيم الْقرشِي عَن عَليّ بن الْمَدِينِيّ عَن وهب بن جرير بن حَازِم نَحوه: بَيْنَمَا رجل مِمَّن قبلكُمْ يمشي فِي حلَّة لَهُ ... فَذكره. وَقَالَ الْمزي: رَوَاهُ الزُّهْرِيّ وَغَيره عَن