٤٢ - (حَدثنَا مُحَمَّد بن بشار حَدثنَا عبد الْوَهَّاب أخبرنَا أَيُّوب عَن عِكْرِمَة أَن رِفَاعَة طلق امْرَأَته فَتَزَوجهَا عبد الرَّحْمَن بن الزبير الْقرظِيّ قَالَت عَائِشَة وَعَلَيْهَا خمار أَخْضَر فشكت إِلَيْهَا وأرتها خضرَة بجلدها فَلَمَّا جَاءَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَالنِّسَاء ينصر بَعضهنَّ بَعْضًا قَالَت عَائِشَة مَا رَأَيْت مثل مَا يلقى الْمُؤْمِنَات لجلدها أَشد خضرَة من ثوبها قَالَ وَسمع أَنَّهَا قد أَتَت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فجَاء وَمَعَهُ ابْنَانِ لَهُ من غَيرهَا قَالَت وَالله مَا لي إِلَيْهِ من ذَنْب إِلَّا أَن مَا مَعَه لَيْسَ بأغنى عني من هَذِه وَأخذت هدبة من ثوبها فَقَالَ كذبت وَالله يَا رَسُول الله إِنِّي لأنفضها نفض الْأَدِيم وَلكنهَا ناشز تُرِيدُ رِفَاعَة فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَإِن كَانَ ذَلِك لم تحلي لَهُ أَو لم تصلحي لَهُ حَتَّى يَذُوق من عُسَيْلَتك قَالَ وَأبْصر مَعَه ابْنَيْنِ فَقَالَ بنوك هَؤُلَاءِ قَالَ نعم قَالَ هَذَا الَّذِي تزعمين مَا تزعمين فوَاللَّه لَهُم أشبه بِهِ من الْغُرَاب بالغراب) مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله وَعَلَيْهَا خمار أَخْضَر وَعبد الْوَهَّاب بن عبد الْمجِيد الثَّقَفِيّ وَأَيوب السّخْتِيَانِيّ وَعِكْرِمَة مولى ابْن عَبَّاس والْحَدِيث من أَفْرَاده قَوْله إِن رِفَاعَة بِكَسْر الرَّاء وَتَخْفِيف الْفَاء ابْن شموال الْقرظِيّ من بني قُرَيْظَة قَالَ ابْن عبد الْبر وَيُقَال رِفَاعَة بن رِفَاعَة وَهُوَ أحد الْعشْرَة الَّذين نزلت فيهم {وَلَقَد وصلنا لَهُم القَوْل} الْآيَة كَمَا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث رِفَاعَة بِإِسْنَاد صَحِيح قلت لم يَقع فِي رِوَايَة البُخَارِيّ وَلَا فِي بَقِيَّة الْكتب السِّتَّة تَسْمِيَة امْرَأَة رِفَاعَة وَقد سَمَّاهَا مَالك فِي رِوَايَته تَمِيمَة بنت وهب وَقَالَ ابْن عبد الْبر فِي الِاسْتِيعَاب وَلَا أعلم لَهَا غير قصَّتهَا مَعَ رِفَاعَة بن شموال حَدِيث الْعسيلَة من جِهَة مَالك فِي الْمُوَطَّأ وَقَالَ الطَّبَرَانِيّ لَهَا ذكر فِي قصَّة رِفَاعَة وَلَا حَدِيث لَهَا وَأما زَوجهَا الثَّانِي فَهُوَ عبد الرَّحْمَن بن الزبير بِفَتْح الزَّاي وَكسر الْبَاء الْمُوَحدَة ابْن باطا وَقيل باطيا وَقتل الزبير فِي غَزْوَة بني قُرَيْظَة هَذَا هُوَ الصَّوَاب فَإِن عبد الرَّحْمَن بن الزبير من بني قُرَيْظَة وَقَالَ شَيخنَا زين الدّين رَحمَه الله وَأما مَا ذكره ابْن مَنْدَه وَأَبُو نعيم فِي كِتَابَيْهِمَا معرفَة الصَّحَابَة من أَنه من الْأَنْصَار من الْأَوْس ونسباه أَنه عبد الرَّحْمَن بن الزبير بن زيد بن أُميَّة بن زيد بن مَالك بن عَوْف بن مَالك بن الْأَوْس فَغير جيد قَوْله فشكت إِلَيْهَا أَي إِلَى عَائِشَة وَفِيه الْتِفَات أَو تَجْرِيد قَوْله وأرتها بِفَتْح الْهمزَة من الإراءة أَي أرت امْرَأَة رِفَاعَة عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا خضرَة بجلدها وَتلك الخضرة إِمَّا كَانَت لهزالها وَإِمَّا لضرب عبد الرَّحْمَن لَهَا قَوْله وَالنِّسَاء ينصر بَعضهنَّ بَعْضًا هَذِه جملَة مُعْتَرضَة بَين قَوْله فَلَمَّا جَاءَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَبَين قَوْله قَالَت عَائِشَة وَهِي من كَلَام عِكْرِمَة قَوْله لجلدها اللَّام فِيهِ للتَّأْكِيد وَهِي مَفْتُوحَة قَوْله قَالَ وَسمع أَنَّهَا قد أَتَت أَي قَالَ عِكْرِمَة وَسمع أَنَّهَا أَي أَن امْرَأَة رِفَاعَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قد أَتَت إِلَى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَوْله وَمَعَهُ ابْنَانِ الْوَاو فِيهِ للْحَال وَفِي رِوَايَة وهيب بنُون لَهُ قَوْله إِلَّا أَن مَا مَعَه أَي آلَة الْجِمَاع لَيْسَ بأغنى أَي لَيْسَ دافعا عني شهوتي تُرِيدُ قصوره عَن الْجِمَاع قَوْله من هَذِه أشارت بِهِ إِلَى هدبة وفسرتها بقولِهَا وَأخذت هدبة من ثوبها بِضَم الْهَاء وَسُكُون الدَّال الْمُهْملَة وَتَخْفِيف الْبَاء الْمُوَحدَة وَهِي طرف الثَّوْب الَّذِي لم ينسج شبهوها بهدب الْعين وَهِي شعر الجفن قَوْله فَقَالَ كذبت أَي فَقَالَ رِفَاعَة كذبت يَعْنِي امْرَأَته قَوْله إِنِّي لأنفضها من النفض بالنُّون وَالْفَاء وَالضَّاد الْمُعْجَمَة وَهُوَ كِنَايَة عَن كَمَال قُوَّة الْمُبَاشرَة قَوْله نفض الْأَدِيم أَي كنفض الْأَدِيم قَوْله ناشز من النُّشُوز وَهُوَ امْتنَاع الْمَرْأَة من زَوجهَا إِنَّمَا قَالَ ناشز وَلم يقل نَاشِزَة لِأَنَّهَا من خَصَائِص النِّسَاء كحائض وطامث فَلَا حَاجَة إِلَى التَّاء الفارقة قَوْله لم تحلي بِكَسْر الْحَاء ويروى لَا تحلين وَوجه هَذِه الرِّوَايَة أَن لم بِمَعْنى لَا وَالْمعْنَى أَيْضا عَلَيْهِ لِأَن لَا للاستقبال وَقَالَ الْأَخْفَش أَن لم تَجِيء بِمَعْنى لَا وَأنْشد
(لَوْلَا فوارس من قيس وأسرتهم ... يَوْم الصليفاء لم يُوفونَ بالجار)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute