للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: (إِنَّمَا كَانَ يتبسم) وَيحيى بن سُلَيْمَان أَبُو سعيد الْجعْفِيّ الْكُوفِي نزيل مصر، يروي عَن عبد الله بن وهب عَن أبي عَمْرو بن الْحَارِث عَن النَّضر بِفَتْح النُّون وَسُكُون الضَّاد الْمُعْجَمَة عَن سُلَيْمَان بن يسَار ضد الْيَمين.

والْحَدِيث مضى فِي تَفْسِير سُورَة الْأَحْقَاف، وَمضى الْكَلَام فِيهِ.

قَوْله: (مستجمعاً) أَي: مجتمعاً وَهُوَ لَازم، وضاحكاً تَمْيِيز أَي: مُجْتَمع من جِهَة الضحك، يَعْنِي: مَا رَأَيْته يضْحك تَمامًا لم يتْرك مِنْهُ شَيْئا. قَوْله: (لهواته) جمع لهاة وَهِي الهنة المطبقة فِي أقْصَى سقف الْفَم، وَقيل: هِيَ اللحمة الَّتِي فِيهَا، وَقَالَ الْجَوْهَرِي: اللهوات جمع اللهاو يجمع على لهيات أَيْضا، وَقَالَ الدَّاودِيّ: هِيَ مَا دون الحنك إِلَى مَا يَلِي الْحلق، وَمَا فَوق الأضراس من اللَّحْم.

٦٠٩٣ - حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ مَحْبُوبٍ حَدثنَا أبُو عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أنَسٍ.

وَقَالَ لي خلِيفَةُ: حَدثنَا يَزِيدُ بنُ زُرَيْعٍ حَدثنَا سَعيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أنَسٍ رَضِي الله عَنهُ: أنَّ رجلا جاءَ إِلَى النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، يَوْمَ الجُمُعَةِ وَهْوَ يَخْطُبُ بالمَدِينَةِ، فَقَالَ: قَحَطَ المَطَرُ فاسْتَسْقِ رَبَّكَ. فَنَظَرَ إِلَى السَّماءِ وَمَا تَرَى مِنْ سَحابٍ، فاسْتَسْقَى فَنَشَأ السَّحابُ بَعْضُهُ إِلَى بَعْضٍ، ثُمَّ مُطِرُوا حَتَّى سالَتْ مَثاعِبَ المَدِينَةِ، فَما زالَتْ إلَى الجُمُعَةِ المُقْبِلَةِ مَا تُقْلَعُ، ثُمَّ قَامَ ذَلِكَ الرَّجُلُ أوْ غَيْرُهُ والنبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، يَخْطُبُ فَقَالَ: غَرِقْنا فادْع ربكَ يَحْسِهبْا عَنَّا، فَضَحِكَ ثُمَّ قَالَ: أللَّهُمَّ حَوَالَيْنا وَلَا عَلَيْنا، مَرَّتَيْنِ أوْ ثَلَاثاً، فَجَعَلَ السَّحابُ يَتَصَدَّعُ عَنِ المَدِينَةِ يَمِيناً وشِمالاً يمطر مَا حوالينا وَلَا يُمْطَرُ مِنْها شَيْءٌ، يُرِيهُمُ الله كَرامَةَ نَبِيِّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وإجابَةَ دَعْوَتِهِ.

مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: (فَضَحِك) . وَمُحَمّد بن مَحْبُوب أَبُو عبد الله الْبنانِيّ الْبَصْرِيّ، وَقَالَ صَاحب (التَّوْضِيح) : وَمُحَمّد بن مَحْبُوب هَذَا هُوَ مُحَمَّد بن الْحسن ولقب الْحسن مَحْبُوب بن هِلَال أَبُو جَعْفَر، وَقيل: أَبُو عبد الله الْقرشِي الْبنانِيّ الْبَصْرِيّ روى عَنهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ، مَاتَ سنة ثَلَاث وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ، وَقَالَ بَعضهم: مُحَمَّد بن مَحْبُوب شيخ البُخَارِيّ غير مُحَمَّد بن الْحسن الَّذِي لقبه مَحْبُوب، وَوهم من وَحدهمَا كشيخنا ابْن الملقن فَإِنَّهُ جزم بذلك، وَزعم أَن البُخَارِيّ روى عَنهُ هُنَا وروى عَن رجل عَنهُ، وَلَيْسَ كَذَلِك، بل هما إثنان أَحدهمَا فِي عداد شُيُوخ الآخر، وَشَيخ البُخَارِيّ اسْمه مُحَمَّد وَاسم أَبِيه مَحْبُوب، وَالْآخر اسْمه مُحَمَّد وَاسم أَبِيه الْحسن، ومحبوب لقب مُحَمَّد لَا لقب الْحسن، وَقد أخرج لَهُ البُخَارِيّ فِي كتاب الْأَحْكَام حَدِيثا وَاحِدًا قَالَ فِيهِ: حَدثنَا مَحْبُوب بن الْحسن، وَسبب الْوَهم أَنه وَقع فِي بعض الْأَسَانِيد: حَدثنَا مُحَمَّد بن الْحسن مَحْبُوب، فظنوا أَنه لقب الْحسن، وَلَيْسَ كَذَلِك. قلت: أَرَادَ بشيخه ابْن الملقن سراج الدّين عمر بن نور الدّين عَليّ الْأنْصَارِيّ الشَّافِعِي الَّذِي شرح البُخَارِيّ شرحاً مطولا وسماء (التَّوْضِيح لشرح الْجَامِع الصَّحِيح) ، وَأَبُو عوَانَة بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَتَخْفِيف الْوَاو واسْمه الوضاح بن عبد الله الْيَشْكُرِي الوَاسِطِيّ.

والْحَدِيث مضى فِي كتاب الاسْتِسْقَاء فِي: بَاب الاسْتِسْقَاء على الْمِنْبَر فَإِنَّهُ أخرجه هُنَاكَ عَن مُسَدّد عَن أبي عوَانَة ... إِلَى آخِره، وَمضى الْكَلَام فِيهِ هُنَاكَ.

٦٩ - بَاب قَوْلِ الله تَعَالَى: { (٩) يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا اتَّقوا الله وَكُونُوا معع الصَّادِقين} (التَّوْبَة: ١١٩) وَمَا يُنْهاى عَنِ الكَذِبِ

أَي: هَذَا بَاب فِي ذكر قَول الله عز وَجل: {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا} ... الْآيَة، قَوْله: {وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقين} أَي: مثلهم أَو مِنْهُم، والصادقون هم الَّذين يصدقون فِي قَوْلهم وعملهم، وَقيل: فِي أَيْمَانهم يُوفونَ بِمَا عَاهَدُوا. قَوْله: (وَمَا ينْهَى) أَي: الْبَاب أَيْضا فِي بَاب مَا ينْهَى عَن الْكَذِب.

<<  <  ج: ص:  >  >>