تُرْجُمانٌ، فَيَنْظُرُ أيْمَن مِنْهُ فَلَا يَرَى إلاّ مَا قَدَّمَ مِنْ عَمَلِهِ، ويَنْظُرُ أشْأمَ مِنْهُ فَلا يَرَى إلَاّ مَا قَدَّمَ، ويَنْظرُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَلَا يَرَى إلاّ النّارَ تِلْقاءَ وَجِههِ، فاتَّقُوا النَّارَ ولَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ
قَالَ الأعْمَشُ: وحدّثني عَمْرُو بنُ مُرَّةَ عنْ خَيْثَمَةَ مِثْلُهُ، وزادَ فِيهِ: ولَوْ بِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ
ا
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة. وَعلي بن حجر بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة وَسُكُون الْجِيم السَّعْدِيّ الْمروزِي، وَعِيسَى بن يُونُس بن أبي إِسْحَاق السبيعِي، وَالْأَعْمَش سُلَيْمَان، وخيثمة بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وبالثاء الْمُثَلَّثَة ابْن عبد الرَّحْمَن الْجعْفِيّ.
قَالَ الْكرْمَانِي: والْحَدِيث مضى فِي الزَّكَاة. قلت: لَيْسَ كَذَلِك، بل مضى فِي الرقَاق عَن عمر بن حَفْص وَإِنَّمَا أخرجه فِي الزَّكَاة مُسلم.
قَوْله: ترجمان بِفَتْح التَّاء وَضم الْجِيم وبفتحهما وضمهما. قَوْله: أَيمن مِنْهُ الْأَيْمن الميمنة. قَوْله: أشأم مِنْهُ الأشام المشئمة.
قَوْله: قَالَ الْأَعْمَش مَوْصُول بالسند الْمَذْكُور.
٧٥١٣ - حدّثنا عُثْمانُ بنُ أبي شَيْبَةَ، حدّثنا جَريرٌ، عنْ مَنْصُور، عنْ إبْرَاهِيمَ، عنْ عَبْيدَةَ، عنْ عبْدِ الله، رَضِي الله عَنهُ، قَالَ: جاءَ حَبْرٌ مِنَ اليَهُودِ فَقَالَ: إنَّهُ إذَا كانَ يَوْمُ القِيامَةِ جَعَلَ الله السَّماوَاتِ عَلى إصْبَعٍ، والأرَضينَ عَلى إصْبَعٍ والماءَ والثَّرَى عَلى إصْبَعٍ والخَلَائِقَ عَلى إصْبَعٍ ثُمَّ يَهُزهُنَّ ثُمَّ يَقُولُ: أَنا المَلِكُ أَنا المَلِكُ، فَلَقَدْ رَأيْتُ النَّبِي يَضْحكُ حتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ تَعَجُّباً وتَصْدِيقاً لِقَوْلِه، ثُمَّ قَالَ النبيُّ إِلَى قَوْله {وَمَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالَاْرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}
ا
مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: ثمَّ يَقُول: أَنا الْملك أَنا الْملك
وَجَرِير هُوَ ابْن عبد الحميد، وَمَنْصُور بن الْمُعْتَمِر، وَإِبْرَاهِيم النَّخعِيّ، وَعبيدَة السَّلمَانِي. وَكلهمْ كوفيون.
والْحَدِيث مضى قبل هَذَا الْبَاب بِسِتَّة عشر بَابا فِي: بَاب قَول الله تَعَالَى: وَمضى الْكَلَام فِيهِ، وَقد قُلْنَا: إِن الحَدِيث من المتشابهات وَالْأَمر فِيهِ إِمَّا التَّفْوِيض وَإِمَّا التَّأْوِيل، وَالْمَقْصُود بَيَان استحقار الْعَالم عِنْد قدرته إِذْ يسْتَعْمل الْحمل بالإصبع عِنْد الْقُدْرَة بالسهولة وحقارة الْمَحْمُول، كَمَا تَقول لمن اسْتَقل شَيْئا: أَنا أحملهُ بخنصري.
قَوْله: ثمَّ يَهُزهُنَّ وَفِيه إِشَارَة أَيْضا إِلَى حقارتها أَي: لَا يثقل عَلَيْهِ لَا إِِمْسَاكهَا وَلَا تحريكها وَلَا قبضهَا وَلَا بسطها.
٧٥١٤ - حدّثنا مُسَدَّدٌ، حَدثنَا أَبُو عَوَانَةَ، عنْ قَتادَةَ، عنْ صَفْوَانَ بنِ مُحرِزٍ أنَّ رجُلاً سألَ ابنَ عُمَرَ: كَيْفَ سَمِعْتَ رسولَ الله يَقُولُ فِي النَّجْوَى؟ قَالَ: يَدْنُو أحَدُكُمْ مِنْ رَبِّهِ حتَّى يَضَعَ كَنَفَهُ عَلَيْهِ، فَيَقُولُ: أعَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، ويَقُولُ: أعمِلْتَ كَذَا وكَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيُقَرِّرُهُ ثُمَّ يَقُولُ: إنِّي سَتَرْتُ عَلَيْكَ فِي الدُّنْيا وَأَنا أغْفِرُها لَكَ اليَوْمَ
وَقَالَ آدَمُ: حدّثنا شَيْبانُ حدّثنا قَتادَةُ حَدثنَا صَفْوَانُ عنِ ابنِ عُمَرَ: سَمِعْتُ النبيَّ
مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: فَيَقُول فِي الْمَوْضِعَيْنِ.
وَأَبُو عوَانَة بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة الوضاح الْيَشْكُرِي، وَصَفوَان بن مُحرز على صِيغَة اسْم فَاعل من الْإِحْرَاز بِالْمُهْمَلَةِ وَالزَّاي الْمَازِني.
والْحَدِيث مضى فِي كتاب الْمَظَالِم.
قَوْله: فِي النَّجْوَى أَي: التناجي الَّذِي بَين الله وَعَبده الْمُؤمن يَوْم الْقِيَامَة. قَوْله: يدنو من الدنو وَالْمرَاد بِهِ الْقرب الرتبي لَا المكاني. قَوْله: كنفه بِفتْحَتَيْنِ وَهُوَ السَّاتِر أَي: حَتَّى تحيط بِهِ عنايته التَّامَّة وَهُوَ أَيْضا من المتشابهات وَفِيه فضل عَظِيم من الله عز وَجل على عباده الْمُؤمنِينَ. قَوْله: فيقرره أَي: يَجعله مقرا بذلك أَو مُسْتَقرًّا عَلَيْهِ ثَابتا.
قَوْله: وَقَالَ آدم هُوَ ابْن أبي إِيَاس ذكر هَذِه الرِّوَايَة لتصريح قَتَادَة فِيهَا بقوله: حَدثنَا صَفْوَان وشيبان هُوَ ابْن عبد الرَّحْمَن.