ذكر رِجَاله: وهم: خَمْسَة: الأول: سهل بن بكار، بِفَتْح الْبَاء الْمُوَحدَة وَتَشْديد الْكَاف وبالراء: أَبُو بشر الدَّارمِيّ. الثَّانِي: وهيب بن خَالِد أَبُو بكر. الثَّالِث: عَمْرو بن يحيى بن عمَارَة. الرَّابِع: عَبَّاس، بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَتَشْديد الْبَاء الْمُوَحدَة: ابْن سهل بن سعد، مَاتَ زمن الْوَلِيد بِالْمَدِينَةِ. الْخَامِس: أَبُو حميد، بِضَم الحاءر الْمُهْملَة وَفتح الْمِيم: اسْمه الْمُنْذر أَو عبد الرَّحْمَن بن سعد السَّاعِدِيّ، مر فِي: بَاب فضل اسْتِقْبَال الْقبْلَة.
ذكر لطائف إِسْنَاده: فِيهِ: التحديث بِصِيغَة الْجمع فِي موضِعين. وَفِيه: العنعنة فِي ثَلَاثَة مَوَاضِع. وَفِيه: القَوْل فِي مَوضِع وَاحِد. وَفِيه: عَن عَمْرو بن يحيى، وَلمُسلم من وَجه آخر عَن وهيب حَدثنَا عَمْرو بن يحيى. وَفِيه: عَبَّاس وَفِي رِوَايَة أبي دَاوُد: عَن الْعَبَّاس السَّاعِدِيّ، يَعْنِي ابْن سهل بن سعد، وَفِي رِوَايَة الْإِسْمَاعِيلِيّ من وَجه آخر: عَن وهيب أخبرنَا عَمْرو بن يحيى حَدثنَا عَبَّاس ابْن سهل السَّاعِدِيّ. وَفِيه: أَن شَيْخه وَشَيخ شَيْخه بصريان وَعَمْرو بن يحيى وعباس بن سهل مدنيان.
ذكر تعدد مَوْضِعه وَمن أخرجه غَيره أخرجه البُخَارِيّ أَيْضا فِي الْحَج وَفِي الْمَغَازِي بِتَمَامِهِ وَفِي فضل الْأَنْصَار بِبَعْضِه:(خير دور الْأَنْصَار) ، عَن خَالِد ابْن مخلد، وَأخرجه مُسلم فِي فضل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن أبي بكر بن أبي شيبَة وَعَن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم وَفِيه وَفِي الْحَج عَن القعْنبِي عَن سُلَيْمَان بن بِلَال، وَأخرجه أَبُو دَاوُد فِي الْخراج عَن سهل بن بكار بِهِ.
ذكر مَعْنَاهُ: قَوْله: (غَزْوَة تَبُوك) ، بِفَتْح التَّاء الْمُثَنَّاة من فَوق وَضم الْبَاء الْمُوَحدَة المخففة وَفِي آخِره كَاف، منصرف بَينهَا وَبَين الْمَدِينَة أَربع عشرَة مرحلة من طرف الشَّام، وَبَينهَا وَبَين دمشق إِحْدَى عشرَة مرحلة. وَفِي (الْمُحكم) : تَبُوك اسْم أَرض وَقد يكون: تَبُوك، تفعل، وَزعم ابْن قُتَيْبَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جَاءَ فِي غَزْوَة تَبُوك وهم يبوكون حسيها بقدح، فَقَالَ: مَا زلتم تبوكونها بعد؟ فسميت: بتبوك، وَمعنى: تبوكون تدخلون فِيهِ السهْم وتحركونه ليخرج مَاؤُهُ. قلت: هَذَا يدل على أَنه معتل، وَذكرهَا ابْن سَيّده فِي الثلاثي الصَّحِيح. قَوْله:(حسيها) ، أَي: حشي تَبُوك، بِكَسْر الْحَاء وَسُكُون السِّين الْمُهْمَلَتَيْنِ، وَفِي آخِره يَاء آخر الْحُرُوف: مَا تنشفه الأَرْض من الرمل، فَإِذا صَار إِلَى صلابة أمسكته فيحفر عَنهُ الرمل فتستخرجه وَهُوَ الاحتساء، وَيجمع الْحسي على أحساء، وغزوة تَبُوك تسمى الْعسرَة والفاضحة، وَكَانَت فِي رَجَب يَوْم الْخَمِيس سنة تسع، وَقَالَ ابْن التِّين: خرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي أول يَوْم من رَجَب إِلَيْهَا وَرجع فِي سلخ شَوَّال. وَقيل: فِي شهر رَمَضَان. وَقَالَ الدَّاودِيّ: هِيَ آخر غَزَوَاته، لم يقدر أحد أَن يتَخَلَّف عَنْهَا، وَكَانَت فِي شدَّة الْحر وإقبال الثِّمَار، وَلم يكن فِيهَا قتال وَلم تكن غَزْوَة إلَاّ ورى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِيهَا إلَاّ غَزْوَة تَبُوك، ومكرت طَائِفَة من الْمُنَافِقين فِي هَذِه الْغَزْوَة برَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، أَرَادوا أَن يلقوه من الْعقبَة فَنزل فيهم مَا فِي سُورَة بَرَاءَة. قَوْله:(وَادي الْقرى) ، ذكر السَّمْعَانِيّ أَنَّهَا مَدِينَة قديمَة بالحجاز مِمَّا يَلِي الشَّام، وَذكر ابْن قرقول، أَنَّهَا من أَعمال الْمَدِينَة، وَهَذَا قريب. قَوْله:(إِذا امْرَأَة فِي حديقة) ، قَالَ ابْن مَالك فِي (الشواهد) : لَا يمْتَنع الِابْتِدَاء بالنكرة الْمَحْضَة على الْإِطْلَاق، بل إِذا لم تحصل فَائِدَة نَحْو: رجل يتَكَلَّم، إِذْ لَا تَخْلُو الدُّنْيَا من رجل يتَكَلَّم، فَلَو اقْترن بالنكرة قرينَة تتحصل بهَا الْفَائِدَة جَازَ الِابْتِدَاء بهَا، وَمن تِلْكَ الْقَرَائِن الِاعْتِمَاد على: إِذا، المفاجأة نَحْو: انْطَلَقت فَإِذا سبع فِي الطَّرِيق، والحديقة، بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة، قَالَ ابْن سَيّده: هِيَ من الرياض كل أَرض استدارت. وَقيل: الحديقة كل أَرض ذَات شَجَرَة بثمر ونخل. وَقيل: الحديقة الْبُسْتَان والحائط وَخص بَعضهم بِهِ الْجنَّة من النّخل وَالْعِنَب، وَقيل: الحديقة حُفْرَة تكون فِي الْوَادي تحبس المَاء فِي الْوَادي، وَإِن لم يكن المَاء فِي بَطْنه فَهُوَ حديقة، والحديقة أعمق من الغدير، والحديقة الْقطعَة من الزَّرْع من كرَاع، وَكله فِي معنى الاستدارة. وَفِي (الغريبين) : يُقَال للقطعة من النّخل: حديقة. قَوْله:(اخرصوا) بِضَم الرَّاء زَاد سُلَيْمَان: (فخرصنا) . قَوْله:(عشرَة أوسق) على وزن أفعل، بِضَم الْعين: جمع وسق بِفَتْح الْوَاو وَهُوَ سِتُّونَ صَاعا، وَهُوَ ثَلَاثمِائَة وَعِشْرُونَ رطلا عِنْد أهل الْحجاز، وَأَرْبَعمِائَة وَثَمَانُونَ رطلا عِنْد أهل الْعرَاق، على اخْتلَافهمْ فِي