مطابقته للتَّرْجَمَة فِي كَون هَذَا الْبَعْث الْمَذْكُور قد نكبوا فِي سَبِيل الله بِالْقَتْلِ.
وَحَفْص بن عمر بن الْحَارِث أَبُو عمر الحوضي، والحوضي: نِسْبَة إِلَى حَوْض دَاوُد، وَهِي محلّة بِبَغْدَاد، وَحَفْص من أَفْرَاد البُخَارِيّ، وَهَمَّام، بِالتَّشْدِيدِ: ابْن يحيى الْبَصْرِيّ، وَإِسْحَاق هُوَ ابْن عبد الله بن أبي طَلْحَة.
والْحَدِيث أخرجه البُخَارِيّ أَيْضا فِي الْمَغَازِي عَن مُوسَى بن إِسْمَاعِيل.
قَوْله:(من بني سليم) ، قَالَ الدمياطي: هُوَ وهم، فَإِن بني سليم مَبْعُوث إِلَيْهِم، والمبعوث هم الْقُرَّاء، وهم من الْأَنْصَار. وَقَالَ الْكرْمَانِي: بَنو سليم، بِضَم الْمُهْملَة وَفتح اللَّام وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف، قيل: إِنَّه وهم من الْمُؤلف، إِذْ الْمَبْعُوث إِلَيْهِم هم من بني سليم لِأَن رعلاً هُوَ ابْن مَالك بن عَوْف بن امرىء الْقَيْس بن بهثة، بِضَم الْبَاء الْمُوَحدَة وَسُكُون الْهَاء وبالمثلثة: ابْن سليم بن مَنْصُور بن عِكْرِمَة بن خصفة، بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة ثمَّ الصَّاد الْمُهْملَة وَالْفَاء المفتوحات. وذكوان هُوَ ابْن ثَعْلَبَة بن بهثة. وَعصيَّة هُوَ ابْن خفاف، بِضَم الْمُعْجَمَة وخفة الْفَاء الأولى: ابْن امرىء الْقَيْس بن بهثة. وَقَالَ الْجَوْهَرِي: رعل وذكوان قبيلتان من بني سليم، وَعصيَّة بطن من بني سليم. وَقَالَ بَعضهم: الْوَهم من حَفْص بن عمر شيخ البُخَارِيّ، فقد أخرجه هُوَ فِي الْمَغَازِي: عَن مُوسَى بن إِسْمَاعِيل عَن همام، فَقَالَ: بعث أَخا لأم سليم فِي سبعين رَاكِبًا، وَكَانَ رَئِيس الْمُشْركين عَامر بن الطُّفَيْل، وَقَالَ الْكرْمَانِي: الطُّفَيْل هُوَ ابْن مَالك بن خصفة، فَهُوَ إِذن هُوَ أَبُو سليم، وَأما بَنو عَامر فهم أَوْلَاد عَامر بن صعصعة، بالمهملات، ثمَّ قَالَ: إعلم أَنه لَا وهم فِي كَلَام البُخَارِيّ، إِذْ يجوز أَن يُقَال: إِن أَقْوَامًا، هُوَ مَنْصُوب بِإِسْقَاط الْخَافِض، أَي: إِلَى أَقوام من بني سليم منضمين إِلَى بني عَامر. فَإِن قلت: أَيْن مفعول بعث؟ قلت: اكْتفى بِصِيغَة الْمَفْعُول عَن الْمَفْعُول أَي بعث بعثاً أَو طَائِفَة، فِي جملَة سبعين أَو كلمة: فِي، تكون زَائِدَة، وَسبعين هُوَ الْمَفْعُول، وَمثله قَوْله: