للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والتدلل فِي الْمَرْأَة، وَقد غنجت وتغنجت. قَوْله: (الشكلة) بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة وَكسر الْكَاف ذَات الدل.

وَقَالَ مُجَاهِدٌ رَوْحٌ جَنَّةٌ ورَخَاءٌ والرَّيْحَانُ الرِّزْقُ

أَشَارَ بِهَذَا إِلَى مَا فِي قَوْله تَعَالَى: {فَروح وَرَيْحَان وجنة نعيم} (الْوَاقِعَة: ٩٨) . وَفسّر مُجَاهِد: روحاً بجنة ورخاء، وَفسّر الريحان بالرزق. وَقَالَ الْفرْيَابِيّ: حَدثنَا وَرْقَاء عَن ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد فِي قَوْله: (فَروح) قَالَ جنَّة {وَرَيْحَان} (الْوَاقِعَة: ٩٨) . قَالَ: رزق. وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي (الشّعب) من طَرِيق آدم عَن وَرْقَاء بِسَنَدِهِ بِلَفْظ: {فَروح وَرَيْحَان} (الْوَاقِعَة: ٩٨) . قَالَ: الروج جنَّة ورخاء، وَالريحَان الرزق. وروى عبد بن حميد فِي (تَفْسِيره) : حَدثنَا شَبابَة عَن ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد: {فَروح وَرَيْحَان} (الْوَاقِعَة: ٩٨) . قَالَ: رزق، وَحدثنَا أَبُو نعيم عَن عبد السَّلَام بن حَرْب عَن لَيْث عَن مُجَاهِد، قَالَ: الرّوح الْفَرح، وَالريحَان الرزق، وَقيل: روح طيب ونسيم، وَقيل: الاسْتِرَاحَة، وَمن قَرَأَ بِضَم الرَّاء أَرَادَ الْحَيَاة الَّتِي لَا موت مَعهَا، وَعَن الْحسن: الريحان ريحاننا هَذَا.

والمَنْضُودُ المَوْزُ والمَخْضُودُ المُوقَرُ حَمْلاً ويُقَالُ أَيْضا لَا شَوْكَ لَهُ

أَشَارَ بِهِ إِلَى مَا فِي قَوْله تَعَالَى: {فِي سدر مخضود وطلح منضود وظل مَمْدُود وَمَاء مسكوب} (الْوَاقِعَة: ٨٢ ١٣) . الْآيَة وَفسّر قَوْله: {وطلح منضود} (الْوَاقِعَة: ٨٢ ١٣) . بِأَنَّهُ: الموز، وَقَالَ عِيَاض: وَقع هُنَا تَخْلِيط، وَالصَّوَاب: والطلح الموز، والمنضود: الموقر حملا الَّذِي نضد بعضه على بعض من كَثْرَة حَملَة، واستصوب بَعضهم مَا قَالَه البُخَارِيّ، وَفِي ضمنه رد على عِيَاض، وَالصَّوَاب مَا قَالَه عِيَاض لِأَن المنضود لَيْسَ اسْم الموز وَإِنَّمَا هُوَ صفة الطلح. وَقَالَ النَّسَفِيّ فِي (تَفْسِيره) : طلح شجر موز، وَعَن السّديّ: شجر يشبه طلح الدُّنْيَا وَلَكِن لَهُ ثَمَر أحلى من الْعَسَل، وَقَالَ النَّسَفِيّ أَيْضا: حُكيَ أَن رجلا قَرَأَ عِنْد عَليّ، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: {وطلح منضود} (الْوَاقِعَة: ٨٢ ١٣) . فَقَالَ عَليّ: وَمَا شَأْن الطلح؟ إِنَّمَا هُوَ: طلع منضود، ثمَّ قَرَأَ , {طلعها هضيم} (الشُّعَرَاء: ٨٤١) . فَقيل: إِنَّهَا فِي الْمُصحف بِالْحَاء أَفلا نحولها؟ فَقَالَ: إِن الْقُرْآن لَا يهاج الْيَوْم وَلَا يحول، وَعَن الْحسن: لَيْسَ الطلح بالموز وَلكنه شجر لَهُ ظلّ بَادر طيب، وَقَالَ الْفراء وَأَبُو عُبَيْدَة: الطلح عِنْد الْعَرَب شجر عِظَام لَهَا شوك، وَقيل: هُوَ شجر أم غيلَان وَله نوار كثير طيب الرَّائِحَة. قلت: وعَلى كل تَقْدِير فِي معنى الطلح فالمنضود صفة وَلَيْسَ باسم، وَمَعْنَاهُ: متراكم قد نضد بِالْحملِ من أَسْفَله إِلَى أَعْلَاهُ، وَلَيْسَت لَهُ سَاق بارزة. وَقَالَ مَسْرُوق: أَشجَار الْجنَّة من عروقها إِلَى أفنائها ثَمَر كُله. قَوْله: (والمخضود) ، بالمعجمتين: صفة للسدر كَمَا نطق بِهِ الْقُرْآن.

والعُرُبُ المُحَبَّبَاتُ إِلَى أزْوَاجِهِنَّ

قد ذكر: العُرب، عَن قريب وفسرها بقوله: مثقلة، وَقَالَ: واحدتها عروب، وَقد مر الْكَلَام فِيهِ بِمَا فِيهِ الْكِفَايَة.

ويُقَالُ: مسْكُوبٌ جَارٍ

أَشَارَ بِهِ إِلَى مَا فِي قَوْله تَعَالَى: {وَمَاء مسكوب} (الْوَاقِعَة: ١٣) . وَفَسرهُ بقوله: جَار، وَأَرَادَ بِهِ أَنه قوي الجري كَأَنَّهُ يسْكب سكباً.

وفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ

أَشَارَ بِهِ إِلَى مَا فِي قَوْله تَعَالَى: {وفرش مَرْفُوعَة} (الْوَاقِعَة: ٢٣ ٤٣) . بعد قَوْله: {وفاكِهَة كَثِيرَة لَا مَقْطُوعَة وَلَا مَمْنُوعَة} (الْوَاقِعَة: ٢٣ ٤٣) . وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: المرفوعة الْعَالِيَة، يُقَال بِنَاء مَرْفُوع أَي: عَال، وروى ابْن حبَان وَالتِّرْمِذِيّ من حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ فِي قَوْله: {وفرش مَرْفُوعَة} (الْوَاقِعَة: ٢٣ ٤٣) . قَالَ: ارتفاعها خَمْسمِائَة عَام.

لَغْوَاً باطِلاً تأثِيماً كَذِبَاً

أَشَارَ بِهِ إِلَى مَا فِي قَوْله تَعَالَى: {لَا يسمعُونَ فِيهَا لَغوا وَلَا تأثيماً} (الْوَاقِعَة: ٥٢) . وَفسّر اللَّغْو بِالْبَاطِلِ والتأثيم بِالْكَذِبِ، وَكَذَا رَوَاهُ الْفرْيَابِيّ عَن مُجَاهِد.

أفْنان أغْصانٌ

<<  <  ج: ص:  >  >>