الجبلين مائَة فَرسَخ، فَلَمَّا أَخذ ذُو القرنين فِي عمله حفر لَهُ أساساً حَتَّى بلغ المَاء، وَجعل عرضه خمسين فرسخاً، وَجعل حشوه الصخور وطينه النّحاس الْمُذَاب، فَبَقيَ كَأَنَّهُ عرق من جبل تَحت الأَرْض، ثمَّ علاهُ وشرفه بزبر الْحَدِيد والنحاس الْمُذَاب، وَجعل خلاله عرقاً من نُحَاس، فَصَارَ كَأَنَّهُ بُرد محبَّر. ١٩ - (حَدثا يحيى بن بكير حَدثنَا اللَّيْث عَن عقيل عَن ابْن شهَاب عَن عُرْوَة بن الزبير أَن زَيْنَب ابْنة أبي سَلمَة حدثته عَن أم حَبِيبَة بنت أبي سُفْيَان عَن زَيْنَب ابْنة جحش رَضِي الله عَنْهُن أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - دخل عَلَيْهَا فَزعًا يَقُول لَا إِلَه إِلَّا الله ويل للْعَرَب من شَرّ قد اقْترب فتح الْيَوْم من ردم يَأْجُوج وَمَأْجُوج مثل هَذِه وَحلق بِأُصْبُعِهِ الْإِبْهَام وَالَّتِي تَلِيهَا قَالَت زَيْنَب ابْنة جحش فَقلت يَا رَسُول الله أنهلك وَفينَا الصالحون قَالَ نعم إِذا كثر الْخبث) مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة. (ذكر رِجَاله) وهم ثَمَانِيَة الأول يحيى بن بكير وَهُوَ يحيى بن عبد الله بن بكير أَبُو زَكَرِيَّا المَخْزُومِي الثَّانِي اللَّيْث بن سعد رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ الثَّالِث عقيل بِضَم الْعين ابْن خَالِد مولى عُثْمَان بن عَفَّان الرَّابِع مُحَمَّد بن مُسلم بن شهَاب الزُّهْرِيّ الْخَامِس عُرْوَة بن الزبير بن الْعَوام السَّادِس زَيْنَب بنت أبي سَلمَة عبد الله بن عبد الْأسد المَخْزُومِي ربيبة النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أُخْت عمر بن أبي سَلمَة وأمهما أم سَلمَة زوج النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - السَّابِع أم حَبِيبَة وَاسْمهَا رَملَة بنت أبي سُفْيَان واسْمه صَخْر بن حَرْب بن أُميَّة زوج النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الثَّامِن زَيْنَب ابْنة جحش بن ربَاب أم الْمُؤمنِينَ زوج النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (ذكر لطائف إِسْنَاده) فِيهِ التحديث بِصِيغَة الْجمع فِي موضِعين وبصيغة الْإِفْرَاد فِي مَوضِع وَفِيه العنعنة فِي خَمْسَة مَوَاضِع وَفِيه القَوْل فِي مَوضِع وَاحِد وَفِيه أَن شَيْخه وَاللَّيْث مصريان وَأَن عقيلا أيلي والبقية مدنيون وَفِيه ثَلَاث صحابيات يروي بَعضهنَّ عَن بعض وَهُوَ نَادِر وأندر مِنْهُ مَا فِي إِحْدَى رِوَايَات مُسلم أَربع من الصحابيات وَهُوَ أَنه روى أَولا وَقَالَ حَدثنِي عَمْرو النَّاقِد حَدثنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن زَيْنَب بنت أم سَلمَة عَن أم حَبِيبَة عَن زَيْنَب بنت جحش أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - اسْتَيْقَظَ من نَومه وَهُوَ يَقُول لَا إِلَه إِلَّا الله ويل للْعَرَب من شَرّ قد اقْترب فتح الْيَوْم من ردم يَأْجُوج وَمَأْجُوج مثل هَذِه وَعقد سُفْيَان بِيَدِهِ عشرَة الحَدِيث ثمَّ روى وَقَالَ حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَسَعِيد بن عَمْرو الأشعثي وَزُهَيْر بن حَرْب وَابْن أبي عمر قَالُوا حَدثنَا سُفْيَان عَن الزُّهْرِيّ بِهَذَا الْإِسْنَاد وَزَادُوا فِي الْإِسْنَاد عَن سُفْيَان فَقَالُوا عَن زَيْنَب بنت أبي سَلمَة عَن حَبِيبَة عَن أم حَبِيبَة عَن زَيْنَب بنت جحش وَأخرجه التِّرْمِذِيّ أَيْضا وَقَالَ حَدثنَا سعيد بن عبد الرَّحْمَن المَخْزُومِي وَغير وَاحِد قَالُوا حَدثنَا سُفْيَان عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن زَيْنَب بنت أبي سَلمَة عَن حَبِيبَة عَن أم حَبِيبَة عَن زَيْنَب بنت جحش (قَالَت اسْتَيْقَظَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من نَومه محمرا وَجهه وَهُوَ يَقُول لَا إِلَه إِلَّا الله يُرَدِّدهَا ثَلَاث مَرَّات وَهُوَ يَقُول ويل للْعَرَب من شَرّ قد اقْترب فتح الْيَوْم من ردم يَأْجُوج وَمَأْجُوج مثل هَذِه وَعقد عشرا) الحَدِيث وَأخرجه ابْن مَاجَه عَن أبي بكر بن أبي شيبَة عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن الزُّهْرِيّ إِلَى آخِره نَحوه وَفِيه وَعقد بِيَدِهِ عشرَة وَقَالَ التِّرْمِذِيّ قَالَ الْحميدِي عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة حفظت من الزُّهْرِيّ فِي هَذَا الْإِسْنَاد أَربع نسْوَة زَيْنَب بنت أبي سَلمَة عَن حَبِيبَة وهما ربيبتا النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَن أم حَبِيبَة عَن زَيْنَب بنت جحش زَوجي النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَقَالَ التِّرْمِذِيّ أَيْضا وروى معمر هَذَا الحَدِيث عَن الزُّهْرِيّ وَلم يذكر فِيهِ عَن حَبِيبَة قلت ذكر أَبُو عمر فِي الِاسْتِيعَاب فِي كتاب النِّسَاء فَقَالَ حَبِيبَة بنت أبي سُفْيَان وَقَالَ أبان بن صمغة سمع مُحَمَّد بن سِيرِين يَقُول حَدَّثتنِي حَبِيبَة بنت أبي سُفْيَان سَمِعت النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول من مَاتَ لَهُ ثَلَاثَة من الْوَلَد لم يرو عَنْهَا غير مُحَمَّد بن سِيرِين وَلَا يعرف لأبي سُفْيَان ابْنة يُقَال لَهَا حَبِيبَة وَالَّذِي أظنها حَبِيبَة بنت أم حَبِيبَة ابْنة أبي سُفْيَان ثمَّ ذكر أَبُو عمر الحَدِيث الَّذِي رَوَاهُ مُسلم من طَرِيق سُفْيَان بن عُيَيْنَة تَأْكِيدًا لما قَالَه أَن حَبِيبَة بنت أم حَبِيبَة أم الْمُؤمنِينَ وَلَيْسَت بنت أبي سُفْيَان وَقَالَ النَّوَوِيّ وحبيبة هَذِه هِيَ بنت أم حَبِيبَة أم الْمُؤمنِينَ بنت أبي سُفْيَان