للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: (فِي الْجَاهِلِيَّة) وَعلي بن عبد الله هُوَ الْمَعْرُوف بِابْن الْمَدِينِيّ، وسُفْيَان هُوَ ابْن عُيَيْنَة، وَعَمْرو هُوَ ابْن دِينَار. وَفِي رِوَايَة الْإِسْمَاعِيلِيّ: حَدثنَا عَمْرو بن دِينَار عَن سعيد بن الْمسيب التَّابِعِيّ الْكَبِير الْفَقِيه، ومسيب هُوَ ابْن حزن بن أبي وهب بن عَمْرو ابْن عَائِذ بن عمرَان بن مَخْزُوم الْقرشِي المَخْزُومِي، أَبُو مُحَمَّد الْمدنِي، مَاتَ سنة أَربع وَتِسْعين فِي خلَافَة الْوَلِيد بن عبد الْملك وَهُوَ ابْن خمس وَسبعين سنة، وَهُوَ يروي عَن أَبِيه الْمسيب، بتَشْديد الْيَاء آخر الْحُرُوف الْمَفْتُوحَة، وَحكى كسرهَا، وَكَانَ الْمسيب مِمَّن بَايع تَحت الشَّجَرَة وَكَانَ تَاجِرًا. وَقَالَ النَّوَوِيّ: قَالَ الْحفاظ: لم يروِ عَن الْمسيب إلَاّ ابْنه سعيد، قَالَ: وَفِيه رد على الْحَاكِم أبي عبد الله الْحَافِظ فِيمَا قَالَ: لم يخرج البُخَارِيّ عَن أحد مِمَّن لم يروِ عَنهُ

إلَاّ راوٍ واحدٍ، قَالَ: وَلَعَلَّه أَرَادَ من غير الصَّحَابَة، وَالْمُسَيب هُوَ ابْن حزن، بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَسُكُون الزَّاي وَفِي آخِره نون وَكَانَ من الْمُهَاجِرين وَمن أَشْرَاف قُرَيْش فِي الْجَاهِلِيَّة، وَقَالَ أَبُو عمر: قَالَ رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لحزن: (مَا اسْمك؟) قَالَ: حزن، قَالَ رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: (أَنْت سهل؟) فَقَالَ: إسم سماني بِهِ أبي. ويروى أَنه قَالَ لَهُ: إِنَّمَا السهولة للحمار. قَالَ سعيد بن الْمسيب: فَمَا زَالَت الحزونة تعرف فِينَا حَتَّى الْيَوْم، وَفِيه أخرج البُخَارِيّ أَيْضا فِي الْأَدَب عَن إِسْحَاق بن نصر وَعلي بن عبد الله ومحمود، على مَا سَيَجِيءُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى. .

قَوْله (فِي الْجَاهِلِيَّة) أَي قبل الْإِسْلَام قَوْله (فكساما بَين الجبلين) أَي غطى مَا بَين جبلي مَكَّة المشرفين عَلَيْهَا

قَوْله: (قَالَ سُفْيَان) ، هُوَ الرَّاوِي. قَوْله: (وَيَقُول) أَي: عَمْرو الْمَذْكُور. قَوْله: (شَأْن) أَي: قصَّة طَوِيلَة، وَذكر مُوسَى بن عقبَة أَن السَّيْل كَانَ يَأْتِي من فَوق الرَّدْم بِأَعْلَى مَكَّة فيخربه، فتخوفوا أَن يدْخل المَاء الْكَعْبَة فأرادوا تشييد بنيانها، فَكَانَ أول من طلعها وَهدم مِنْهَا شَيْئا الْوَلِيد بن الْمُغيرَة، وَذكر الْقِصَّة. قَالَ الْكرْمَانِي: الْحِكْمَة فِي أَن الْبَيْت ضبط فِي طوفان نوح، عَلَيْهِ، الصَّلَاة وَالسَّلَام من الْغَرق وَرفع إِلَى السَّمَاء، وَفِي هَا السَّيْل قد غرق أَنه لَعَلَّه كَانَ ذَلِك عذَابا وَهَذَا لم يكن عذَابا. انْتهى. قلت: هَذَا تصرف عَجِيب، لِأَنَّهُ لما جَاءَ الطوفان كَانَ الْبَيْت الْمَعْمُور مَوضِع الْبَيْت، وَلما أهبط الله آدم، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، إِلَى الأَرْض أُتِي إِلَيْهِ من الْهِنْد، وَقيل: لما آل الْأَمر إِلَى شِيث بنى الْكَعْبَة، وَذكر ابْن هِشَام: أَن المَاء لم يعله حِين الطوفان وَلكنه قَامَ حوله وَبَقِي فِي الْهَوَاء إِلَى السَّمَاء، وَأَن نوحًا، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، طَاف بِهِ هُوَ وَمن مَعَه فِي السَّفِينَة، ثمَّ بناها إِبْرَاهِيم وَإِسْمَاعِيل، عَلَيْهِمَا السَّلَام.

٤٣٨٣ - حدَّثنا أبُو النُّعْمَانِ حدَّثنا أبُو عَوَانَةَ عَن بَيَانٍ أبي بِشْرٍ عنْ قَيْسِ بنِ أبِي حازمٍ قَالَ دَخَلَ أبُو بَكْر علَى امْرَأةٍ مِنْ أحْمَسَ يُقالُ لَهَا زَيْنَبُ فرَآهَا لَا تَكَلَّمُ فَقالَ مَا لَهَا لَا تَكَلَّمُ قالُوا حَجَّتْ مُصْمِتَةً قَالَ لَهَا تَكَلَّمِي فإنَّ هذَا لَا يَحِلُّ هاذَا مِنْ عَمَلِ الجاهِلِيَّةِ فتَكَلَّمَتْ فقالَتْ مَنْ أنْتَ قَالَ امْرُءٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ قالَتْ أيُّ المُهَاجِرِينَ قَالَ مِنْ قُرَيْشٍ قالَتْ مِنْ أيُّ قُرَيْشٍ أنْتَ قَالَ إنَّكِ لَسَؤُولٌ أنَا أبُو بَكْرٍ قالَتْ مَا بَقاؤُنا على هَذَا الأمْرِ الصَّالِحِ الَّذِي جاءَ الله بهِ بَعْدَ الجاهِلِيَّةِ قَالَ بَقَاؤُكُمْ علَيْهِ مَا اسْتَقَامَتْ بِكُمْ أئِمَّتُكُمْ قالَتْ وَمَا لأئِمَّةُ قَالَ أما كانَ لِقَوْمِكِ رُؤُسٌ وأشْرَافٌ يأمُرُونَهُمْ فيُطِيعُونَهُمْ قالَتْ بَلَى قَالَ فَهُمْ أُولَئِكَ علَى النَّاسِ.

مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: (هَذَا من عمل الْجَاهِلِيَّة) . وَأَبُو النُّعْمَان مُحَمَّد بن الْفضل السدُوسِي، وَأَبُو عوَانَة، بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة: الوضاح بن عبد الله الْيَشْكُرِي، وَبَيَان، بِفَتْح الْبَاء الْمُوَحدَة وَتَخْفِيف الْيَاء آخر الْحُرُوف: ابْن بشر المكنى بِأبي بشر الأحمسي الْمعلم الْكُوفِي، وَابْن أبي حَازِم، بِالْحَاء الْمُهْملَة وبالزاي: اسْمه عَوْف، قدم إِلَى الْمَدِينَة طَالبا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، بَعْدَمَا قبض، وَقد مر غير مرّة.

قَوْله: (دخل أَبُو بكر) يَعْنِي الصّديق، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، قَوْله: (من أحمس) بالمهملتين وَفتح الْمِيم، وَهِي قَبيلَة من بجيلة ورد على ابْن التِّين فِي قَوْله: امْرَأَة من الحمس، وهم من قُرَيْش. قَوْله: (يُقَال لَهَا زَيْنَب) هِيَ بنت المُهَاجر، روى حَدِيثهَا مُحَمَّد بن سعد فِي (الطَّبَقَات) من طَرِيق عبد الله بن جَابر الأحمسي عَن عمته زَيْنَب بنت المُهَاجر، قَالَت: خرجت حَاجَة ... فَذكر هَذَا

<<  <  ج: ص:  >  >>