هُوَ على التَّوسعَة، وَالْقِيَام فِيهِ أجر وَحِكْمَة باقٍ، وَقَالَ أَبُو حنيفَة: إِذا تقدمها لم يجلس حَتَّى تحضر وَيُصلي عَلَيْهَا. قَوْله: (كنت فِي أهلك مَا أَنْت مرَّتَيْنِ) كلمة: مَا، مَوْصُولَة وَبَعض صلته مَحْذُوف أَي: الَّذِي أَنْت فِيهِ كنت فِي الْحَيَاة مثله إِن خيرا فَخير وَإِن شرا فشر، وَذَلِكَ فِيمَا كَانُوا يدعونَ من أَن روح الْإِنْسَان تصير طائراً مثله، وَهُوَ الْمَشْهُور عِنْدهم بالصدي والهام، وَيجوز أَن تكون كلمة: مَا، استفهامية أَي: كنت فِي أهلك شريفاً مثلا، فَأَي شَيْء أَنْت الْآن؟ وَيجوز أَن يكون: مَا، نَافِيَة، وَلَفظ: مرَّتَيْنِ من تَتِمَّة الْمَقُول، أَي: كنت مرّة فِي الْقَوْم وَلست بكائن فيهم مرّة أُخْرَى، كَمَا هُوَ مُعْتَقد الْكفَّار، حَيْثُ قَالُوا: {مَا هِيَ إلَاّ حياتنا الدُّنْيَا} (الجاثية: ٤٢) .
٨٣٨٣ - حدَّثني عَمْرُو بنُ عَبَّاسٍ حدَّثَنا عَبْدُ الرَّحْمانِ حدَّثَنَا سُفْيانُ عنْ أبِي إسْحَاقَ عنْ عَمْرِو ابنِ ميْمُونٍ قَالَ قَالَ عُمَرُ رَضِي الله تَعَالَى عنهُ إنَّ المُشْرِكِينَ كانُوا لَا يُفِيضُونَ مِنْ جَمْعٍ حَتَّى تَشْرُقَ الشَّمْسُ علَى ثَبِيرٍ فخَالَفَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأفاضَ قَبْلَ أنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ. (انْظُر الحَدِيث ٤٨٦١) .
مطابقته للتَّرْجَمَة تُؤْخَذ من قَوْله: (إِن الْمُشْركين لَا يفيضون من جمع حَتَّى تشرق الشَّمْس) . وَعَمْرو بن عَبَّاس، بتَشْديد الْبَاء الْمُوَحدَة: أَبُو عُثْمَان الْبَصْرِيّ، وَهُوَ من أَفْرَاده، وَعبد الرَّحْمَن هُوَ ابْن مهْدي بن حسان الْعَنْبَري الْبَصْرِيّ، وسُفْيَان هُوَ الثَّوْريّ، وَأَبُو إِسْحَاق عَمْرو بن عبد الله السبيعِي الْكُوفِي، وَعَمْرو بن مَيْمُون الأودي أَبُو عبد الله الْكُوفِي، أدْرك الْجَاهِلِيَّة وَكَانَ بِالشَّام ثمَّ سكن الْكُوفَة. والْحَدِيث قد مضى فِي الْحَج فِي: بَاب مَتى يدْفع من جمع؟
قَوْله: (لَا يفيضون) ، من الْإِفَاضَة وَهِي الدّفع هُنَا، وكل دفْعَة إفَاضَة، وَالْمعْنَى: لَا يدْفَعُونَ من جمع، بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون الْمِيم بعْدهَا عين مُهْملَة: وَهِي الْمزْدَلِفَة. قَوْله: (حَتَّى تشرق) بِفَتْح التَّاء وَضم الرَّاء، كَذَا ضَبطه ابْن التِّين، وَالْمَشْهُور بِضَم التَّاء وَكسر الرَّاء. قَوْله: (على ثبير) بِفَتْح الثَّاء الْمُثَلَّثَة وَكسر الْبَاء وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَفِي آخِره رَاء: وَهُوَ جبل مَعْرُوف عِنْد مَكَّة.
١٤٨٣ - حدَّثنا أبُو نُعَيْمٍ حدَّثنا سُفْيَانُ عنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ عنْ أبِي سلَمَةَ عنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أصْدَقُ كلِمَةٍ قالَهَا الشاعِرُ كلِمَةُ لَبِيدٍ:
(ألَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا الله باطِلٌ ... وكادع امَيَّةُ بنُ أبِي الصَّلْتِ أنْ يُسْلِمَ)
مطابقته للتَّرْجَمَة من حَيْثُ: إِن كلَاّ من لبيد وَأُميَّة شَاعِر جاهلي أما لبيد فَهُوَ ابْن ربيعَة بن عَامر بن مَالك بن جَعْفَر بن كلاب
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute