للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(فَمَكثت) ، من الْمكْث وَفِي رِوَايَة الْكشميهني: (فَبَكَيْت) ، من الْبكاء. قَوْله: (لَيْلَتَيْنِ وَيَوْما) أَي: اللَّيْلَة الَّتِي أخْبرتهَا فِيهَا أم مسطح الْخَبَر، وَالْيَوْم الَّذِي خطب فِيهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، للنَّاس، وَاللَّيْلَة الَّتِي تَلِيهَا. قَوْله: (فاستأذنت عَليّ) تَقْدِيره: جَاءَت فاستأذنت عَليّ، بتَشْديد الْيَاء. قَوْله: (فبهنا نَحن كَذَلِك) رِوَايَة الْكشميهني، وَفِي رِوَايَة غَيره: فَبينا نَحن على ذَلِك. قَوْله: (فَتشهد) ، وَفِي رِوَايَة هِشَام بن عُرْوَة: فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ. قَوْله: (عَنْك كَذَا وَكَذَا) كِنَايَة عَمَّا رميت بِهِ من الْإِفْك. انْتهى. قَوْله: (وَإِن كنت أَلممْت) أَي: وَقع مِنْك على خلاف الْعَادة. قَوْله: (قلص) بِفَتْح الْقَاف وَاللَّام وبالصاد الْمُهْملَة أَي: ارْتَفع دمعي لاستعظام مَا بغتني من الْكَلَام، وتخلف بِالْكُلِّيَّةِ. قَوْله: (وَأَنا جَارِيَة حَدِيثَة السن)

إِلَى آخِره، ذكرت هَذِه الْأَشْيَاء تَوْطِئَة لعذرها لكَونهَا لم تستحضر إسم يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام. قَوْله: (وصدقتم بِهِ) ، وَفِي رِوَايَة هِشَام بن عُرْوَة: لقد تكلمتم بِهِ وأشربته قُلُوبكُمْ. قَوْله: (لَا تصدقوني بذلك) ، ويروى: لَا تصدقونني، بنونين على الأَصْل، أَي: لَا تقطعون بصدقي، وَفِي رِوَايَة هِشَام بن عُرْوَة: مَا ذَاك بنافعي عنْدكُمْ. قَوْله: (لَا تصدقوني) ، فأدغمت إِحْدَى النونين فِي الْأُخْرَى. قَوْله: (وَإِن الله يبرءني) ، وَالرِّوَايَة الْمَشْهُورَة وَأَن الله يبرىء، بِغَيْر نون، وَقَالَ ابْن التِّين: إِنَّه وَقع عِنْدِي: مبرئني، بنُون وَزعم أَنه هُوَ الصَّحِيح، وَلَكِن الْمَشْهُور بِغَيْر نون فَافْهَم. قَوْله: (مَا رام) ، أَي: مَا فَارق (رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَهَذَا من الريم، وَأما رام، بِمَعْنى: طلب فَمن الرّوم. قَوْله: (من البرحاء) ، بِضَم الْبَاء الْمُوَحدَة وَفتح الرَّاء وَتَخْفِيف الْحَاء الْمُهْملَة، وبالمد وَهِي: شدَّة الْحمى، وَقيل: شدَّة الكرب، وَوَقع فِي رِوَايَة إِسْحَاق بن رَاشد: وَهُوَ الْعرق، وَبِه جزم الدوادي، وَهِي رِوَايَة ابْن حَاطِب وشخص بَصَره إِلَى السّقف، وَفِي رِوَايَة عمر بن أبي سَلمَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة: فَأَتَاهُ الْوَحْي، وَكَانَ إِذا أَتَاهُ الْوَحْي أَخذه السبل، أخرجه الْحَاكِم وَفِي رِوَايَة أبي إِسْحَاق: فسجى بِثَوْب، وَوضعت تَحت رَأسه وسَادَة من أَدَم. قَوْله: (الجمان) ، بِضَم الْجِيم وَتَخْفِيف الْمِيم: اللُّؤْلُؤ، وَقيل: حب يعْمل من الْفضة كَاللُّؤْلُؤِ، وَقَالَ الدَّاودِيّ: خرز أَبيض. قَوْله: (فَلَمَّا سري) ، بِضَم السِّين الْمُهْملَة وَكسر الرَّاء الْمُشَدّدَة أَي: كشف. قَوْله: (الْعشْر الْآيَات) آخرهَا: (وَالله يعلم وَأَنْتُم لَا تعلمُونَ) فَإِن قلت: وَقع فِي رِوَايَة عَطاء الخرساني عَن الزُّهْرِيّ، فَأنْزل الله تَعَالَى: {إِن الَّذين جاؤوا} (النُّور: ٩١) إِلَى قَوْله: {أَن يغْفر الله لكم وَالله غَفُور رَحِيم} (النُّور: ١١ ٢٢) . وَعدد الْآي إِلَى هَذَا الْموضع ثَلَاث عشرَة آيَة، وَوَقع فِي رِوَايَة الحكم بن عتيبة مُرْسلا: فَأنْزل الله خمس عشرَة آيَة من سُورَة النُّور حَتَّى بلغ {الخبيثات للخبيثين} (النُّور: ٦٢) أخرجه الطَّبَرِيّ، وَعدد الْآي إِلَى هَذَا الْموضع سِتّ عشرَة، وَوَقع فِي: (مُرْسل سعيد بن جُبَير) . فَنزلت ثَمَان عشرَة آيَة مُتَوَالِيَة: {إِن الَّذين جاؤوا} إِلَى قَوْله: {رزق كريم} (النُّور: ١١ ٦٢) أخرجه ابْن أبي حَاتِم، وَالْحَاكِم فِي (الإكليل) قلت: أجَاب بَعضهم عَن هَذِه بِمَا لَا طائل تَحْتَهُ حَيْثُ قَالَ: فِي الأول: لَعَلَّهَا فِي كَون الْعشْر الْآيَات مجَاز بطرِيق إِلْغَاء الْكسر، وَهَذَا لَا يصدر عَمَّن لَهُ أدنى تَأمل. وَفِي الثَّانِي: وَهَذَا فِيهِ تجوز. وَفِي الثَّالِث: وَفِيه مَا فِيهِ. انْتهى. وَيُمكن أَن يُقَال: إِن كلا مِنْهُم ذهب إِلَى مَا انْتهى علمه بِهِ، وروى على قدر مَا أحَاط بِهِ علمه، على أَن التَّنْصِيص على عدد معِين لَا يسْتَلْزم نفي الزِّيَادَة. قَوْله: (وَلَا يَأْتَلِ) ، وَلَا يحلف من الألية وَهُوَ الْيَمين (وَالْفضل) هُنَا المَال وَالسعَة والعيش فِي الرزق. قَوْله: (أحمي) من الحماية، وَالْمعْنَى: فَلَا أنسب إِلَى سَمْعِي مَا لم أسمع وَإِلَى بَصرِي مَا لم أبْصر. قَوْله: (تساميني) ، أَي: تعاليني من السمو وَهُوَ الْعُلُوّ أَي: تطلب من الْعُلُوّ والحظوة عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا أطلب، أَو تعتقد أَن لَهَا مثل الَّذِي لي عِنْده، كَذَا قيل، وَهَذَا يدل على أَن زَيْنَب كَانَت فِي عصمَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَقَالَ الْكرْمَانِي: وَاخْتلفُوا فِي أَنَّهَا كَانَت وَقت الْإِفْك تَحت نِكَاح رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، أَو تزَوجهَا بعد ذَلِك. قَوْله: (فعصمها الله) أَي: فحفظها ومنعها بالورع أَي: بالمحافظة على دينهَا ومجانبة مَا تخشى من سوء الْعَاقِبَة. قَوْله: (وطفقت) ، بِكَسْر الْفَاء وَفتحهَا، أَي: شرعت (أُخْتهَا حمْنَة تحارب) أَي: تجَادل لَهَا وتتعصب وتحكي مَا قَالَ أهل الْإِفْك لتنخفض منزلَة عَائِشَة وترتفع منزلَة أُخْتهَا زَيْنَب. قَوْله: (فَهَلَكت) أَي: حمْنَة أَي: حُدث فِيمَن حُدا، وأثمت مَعَ من أَثم، وَحمْنَة، بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَسُكُون الْمِيم وَفتح النُّون: بنت جحش بن ربَاب الأَسدِية، أُخْت زَيْنَب بنت جحش، كَانَت عِنْد مُصعب ابْن عُمَيْر وَقتل عَنْهَا يَوْم أحد فَتَزَوجهَا طَلْحَة بن عبيد الله. وَقد ذكرنَا فَوَائده وَأَشْيَاء غير مَا ذكرنَا هُنَا فِي كتاب الشَّهَادَات، وَللَّه الْحَمد وَالله تَعَالَى أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>