عَليّ وترفني قَوْله: (فبجحت) بِسُكُون التَّاء (وَنَفْسِي) فَاعله وإلي بتَشْديد الْيَاء وَفَائِدَة ذكر إِلَى التَّأْكِيد، إِذْ فِيهِ التَّجْرِيد وَبَيَان الِانْتِهَاء، هَذَا هُوَ الْمَشْهُور فِي الرِّوَايَات. وَفِي رِوَايَة لمُسلم: فتبجحت من: بَاب التفعل، وَفِي رِوَايَة للنسائي: وبجح نَفسِي فتبجحت إِلَيّ، بِالتَّشْدِيدِ وَفِي رِوَايَة أُخْرَى لَهُ: فبجحت، بِضَم التَّاء على صِيغَة نفس الْمُتَكَلّم من الْمَاضِي، وإلي، بِالتَّخْفِيفِ. قَوْله: (غنيمَة) مصغر: غنم. قَوْله: (بشق) ، بالشين الْمُعْجَمَة وَالْقَاف: وَأهل الحَدِيث يَرْوُونَهُ بِكَسْر الشين، وَقَالَ أَبُو عبيد: وَهُوَ بِالْفَتْح وَهُوَ اسْم مَوضِع. وَقَالَ الْهَرَوِيّ: هُوَ الصَّوَاب، وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: هُوَ اسْم مَوضِع بِالْفَتْح وَالْكَسْر، وَقَالَ ابْن أبي أويس وَابْن حبيب: بشق جبل لقلتهم، زَاد ابْن أبي أويس: لقلَّة غَنمهمْ. وَقَالَ عِيَاض: كَأَنَّهَا تريدانهم لقلتهم وَقلة غَنمهمْ حملهمْ على سُكْنى شقّ الْجَبَل: (أَي) نَاحيَة الْجَبَل أَو بعضه، لِأَن الشق يَقع على النَّاحِيَة من الشَّيْء وَيَقَع على بعضه، والشق أَيْضا النّصْف، وَعَن نفطويه: معنى الشق بِالْكَسْرِ: الشظف من الْعَيْش والجهد مِنْهُ، وَقَالَ ابْن دُرَيْد: يُقَال: هُوَ بشق وشظف من الْعَيْش أَي: بِجهْد مِنْهُ. قَوْله: (فِي أهل صَهِيل) ، أَي: أَصْحَاب صَهِيل وَهُوَ صَوت الْخَيل. وَقَوله: (وأطيط) . وَهُوَ أصوات الْإِبِل يَعْنِي: أَنه ذهب بهَا إِلَى أَهله وهم أهل خير وإبل، وَفِي رِوَايَة النَّسَائِيّ: وجامل وَهُوَ جمع جمل وَالْمرَاد اسْم فَاعل لمَالِك الْجمال كَمَا يُقَال لِابْنِ وتامر، وَقَالَ عِيَاض: وأصل الأطيط أَعْوَاد المحامل والرحال. وَيُشبه أَن تُرِيدُ بهَا هَذَا الْمَعْنى، فَكَأَنَّهَا تُرِيدُ أَنهم أَصْحَاب محامل ورفاهية، لِأَن المحامل لَا يركبهَا إلَاّ أَصْحَاب السعَة، وَكَانَت قَدِيما من مراكب الْعَرَب. قَوْله: (ودائس) اسْم فَاعل من الدوس، وَفِي رِوَايَة النَّسَائِيّ: (ودياس) . وَقَالَ ابْن السّكيت: الدائس الَّذِي يدوس الطَّعَام. وَقَالَ أَبُو عبيد: تَأَوَّلَه بَعضهم من دياس الطَّعَام وَهُوَ دراسه، وَأهل الْعرَاق يَقُولُونَ: الدياس، وَأهل الشَّام: الدراس، فَكَأَنَّهَا أَرَادَت أَنهم أَصْحَاب زرع قَوْله (ومنق) قَالَ الْكرْمَانِي: هُوَ الَّذِي ينقيه من التِّبْن وَنَحْوه بالغربال، وَقَالَ بَعضهم بِكَسْر النُّون وَتَشْديد الْقَاف، قَالَ أَبُو عبيد: لَا أَدْرِي مَعْنَاهُ، وَأَظنهُ بِالْفَتْح من تنقية الطَّعَام. وَقَالَ صَاحب (التَّلْوِيح) : المحدثون يَقُولُونَهُ بِالْكَسْرِ، وَقَالَ ابْن أبي أويس: المنق، بِالْكَسْرِ: نقيق أصواب الْمَوَاشِي والأنعام، تصف كَثْرَة مَاله. وَقَالَ أَبُو سعيد النَّيْسَابُورِي: هُوَ مَأْخُوذ من نقيقة الدَّجَاج، أَي: أَنهم أهل طير، وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ: لَا يُقَال لشَيْء من أصوات الْمَوَاشِي نق، وَإِنَّمَا يُقَال نق الضفدع وَالْعَقْرَب والدجاج، وَيُقَال فِي الهر: بقلة، وَقَالَ ابْن السراج: وَيجوز أَن يكون منق بالإسكان إِن كَانَ رُوِيَ، أَي: وإنعام ذَات نقي أَي سمان. قَوْله: (فَعنده أَقُول) أَي: عِنْد زَوجي أَقُول كلَاما فَلَا أقبح على صِيغَة الْمَجْهُول أَي: فَلَا أنسب إِلَى التقبيح فِي القَوْل، بل يقبل مني، وَفِي رِوَايَة النَّسَائِيّ: فَعنده أنطق، وَفِي رِوَايَة الزبير: أَتكَلّم. قَوْله: (وأرقد فأتصبح) أَي: أَنَام الصبيحة، وَهِي فِي أول النَّهَار، وَلَا أُوقِظ لِأَن عِنْدِي من يَكْفِينِي الْخدمَة من الْإِمَاء وَغَيرهَا. قَوْله: (واشرب فأتقمح) بِالْقَافِ وَتَشْديد الْمِيم أَي: أروى حَتَّى لَا أحب الشّرْب، مَأْخُوذ من النَّاقة المقامح وَهِي الَّتِي ترد الْحَوْض فَلَا تشرب وترفع رَأسهَا ريا، كَذَا قَالَه أَبُو عبيد، وكل رَافع رَأسه فَهُوَ مقامح، وَبَعض النَّاس يرويهِ. فاتقنح، بِفَتْح النُّون، وَقَالَ أَبُو عبيد: لَا أعرف هَذَا الْحَرْف وَلَا أرى الْمَحْفُوظ إلَاّ بِالْمِيم، وَقَالَ عِيَاض: لم نروه فِي (صَحِيح البُخَارِيّ) (وَمُسلم) إلَاّ بالنُّون، وَكَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَقَالَ البُخَارِيّ: قَالَ بَعضهم: فاتقمح بِالْمِيم، قَالَ: وَهُوَ الْأَصَح، وَالَّذِي بالنُّون مَعْنَاهُ: أقطع الشّرْب وأتمهل فِيهِ، وَقيل: هُوَ الشّرْب بعد الرّيّ، وَحكى أَبُو عَليّ القالي فِي (البارع) و (الأمالي) يُقَال: قنحت الْإِبِل، تفتح بِفَتْح النُّون فِي الْمَاضِي والمستقبل. قنحا بِإِسْكَان النُّون. قَالَ شمر: إِذا تكارهت الشّرْب. وَفِي (التَّلْوِيح) وَمن رَوَاهُ: أتفتح، بِالْفَاءِ وَالتَّاء الْمُثَنَّاة من فَوق إِن لم يكن وهما فَمَعْنَاه والتكبر والزهو والتيه، وَيكون هَذَا التكبر والتيه من الشَّرَاب لنشوة سكره، وَهُوَ على كل حَال يرجع إِلَى عزتها عِنْده وكثرته الْخَيْر لَدَيْهَا. وَقيل: معنى أتقنح كِنَايَة عَن سمن جسمها واتساعه. قَوْله: (أم بِي زرع فَمَا أم أبي زرع) الْكَلَام فِيهِ مثل الْكَلَام فِي زَوجي أَبُو زرع، فَمَا أَبُو زرع؟ ويروى: أم زرع وَمَا أم زرع؟ بِحَذْف أَدَاة الكنية، الأول هُوَ ظَاهر الرِّوَايَة. قَوْله: (عكومها رداح) العكوم جمع عكم بِكَسْر الْعين وَسُكُون الْكَاف كجلود جمع جلد، وَهِي الأعدال والأحمال الَّتِي تجمع فِيهَا الْأَمْتِعَة، وَقيل: هِيَ نمط تجْعَل الْمَرْأَة فِيهَا ذخيرتها، حَكَاهُ الزَّمَخْشَرِيّ، ورداح بِكَسْر الرَّاء بِفَتْحِهَا وَآخره حاء مُهْملَة أَي: عِظَام كَثِيرَة الحشو. قَالَه أَبُو عبيد، وَقَالَ الْهَرَوِيّ: ثقيله، وَيُقَال للكتيبة الْكَبِيرَة: رداح إِذا كَانَت بطيئة السّير لِكَثْرَة من فِيهَا، وَيُقَال للْمَرْأَة إِذا كَانَت عَظِيمَة الكفل
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute