للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثمَّ دخل عَلَيْهِ، وَفِي رِوَايَة أبي عَاصِم: فَجَاءَهُ نَاس من أهل الْيمن. قَوْله: عَن أول هَذَا الْأَمر أَي: ابْتِدَاء خلق الْعَالم والمكلفين. قَوْله: مَا كَانَ؟ مَا للاستفهام. قَوْله: وَلم يكن شَيْء قبله حَال، قَالَه الطَّيِّبِيّ، وَعند الْكُوفِيّين: خبر وَالْمعْنَى يساعده إِذْ التَّقْدِير: كَانَ الله مُنْفَردا، وَقد جوز الْأَخْفَش دُخُول الْوَاو فِي خبر: كَانَ وَأَخَوَاتهَا، نَحْو: كَانَ زيد وَأَبوهُ قَائِم. قَوْله: وَكَانَ عَرْشه على المَاء قَالَ الْكرْمَانِي: عطف على: كَانَ الله، وَلَا يلْزم مِنْهُ الْمَعِيَّة، إِذْ اللَّازِم من الْوَاو هُوَ الِاجْتِمَاع فِي أصل الثُّبُوت وَإِن كَانَ بَينهمَا تَقْدِيم وَتَأْخِير. وَقَالَ شيخ شَيْخي الطَّيِّبِيّ، طيب الله ثراهما: لفظ: كَانَ، فِي الْمَوْضِعَيْنِ بِحَسب حَال مدخولها، فَالْمُرَاد بِالْأولِ الأزلية والقدم، وَبِالثَّانِي: الْحُدُوث بعد الْعَدَم. قَوْله: فِي الذّكر أَي: اللَّوْح الْمَحْفُوظ. قَوْله: أدْرك نَاقَتك فقد ذهبت وَفِي رِوَايَة أبي مُعَاوِيَة: انْحَلَّت نَاقَتك من عقالها. قَوْله: دونهَا أَي: كَانَت النَّاقة من وَرَاء السراب بِحَيْثُ لَا بُد من الْمسَافَة السرابية للوصول إِلَيْهَا، والسراب بِالسِّين الْمُهْملَة الَّذِي يرَاهُ الْإِنْسَان نصف النَّهَار كَأَنَّهُ مَاء. قَوْله: وَايْم الله يَمِين تقدم مَعْنَاهُ غير مرّة. قَوْله: لَوَدِدْت إِلَى آخِره، الود الْمَذْكُور تسلط على مَجْمُوع ذهابها وَعدم قِيَامه، لَا على أَحدهمَا فَقَط، لِأَن ذهابها كَانَ قد تحقق بانفلاتها، أَو المُرَاد بالذهاب الْفِعْل الْكُلِّي، قَالَه بَعضهم، وَفِي الْأَخير نظر لَا يخفى.

٧٤١٩ - حدّثنا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الله، حدّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أخبرنَا مَعْمَ، عنْ هَمَّامٍ حدّثنا أبُو هُرَيْرَةَ عنِ النّبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إنَّ يَمِينَ الله مَلْأى، لَا يَغِيضُها نَفَقَةٌ سَحَّاءُ اللّيْلِ والنَّهارَ، أرَأيْتُمْ مَا أنْفَقَ مُنْذُ خَلقَ السَّماواتِ والأرْضَ؟ فإنَّهُ لَمْ يَنْقُصْ مَا فِي يَمِينِهِ، وعَرْشُهُ عَلى الماءِ وبِيَدِهِ الأُخْراى الفَيْضُ أَو القَبْضُ يَرْفَعُ ويَخْفِضُ

ا

مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: وعرشه على المَاء

وَعلي بن عبد الله هُوَ ابْن الْمَدِينِيّ، وَعبد الرَّزَّاق بن همام، وَمعمر بن رَاشد، وَهَمَّام بِفَتْح الْهَاء وَتَشْديد الْمِيم ابْن مُنَبّه أَخُو وهب بن مُنَبّه، وَكَانَ أكبر من وهب.

وَمضى نَحوه عَن قريب من رِوَايَة الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة وَمضى شَرحه هُنَاكَ.

قَوْله: وعرشه على المَاء لَيْسَ المُرَاد بِالْمَاءِ مَاء الْبَحْر بل هُوَ مَا تَحت الْعَرْش، وَالْوَاو فِيهِ للْحَال. قَوْله: الْفَيْض بِالْفَاءِ وَالْيَاء آخر الْحُرُوف، وَالْقَبْض بِالْقَافِ وَالْبَاء الْمُوَحدَة، وَكلمَة: أَو، لَيست للترديد بل للتنويع. قَالَ الْكرْمَانِي يحْتَمل أَن يكون شكا من الرَّاوِي، وَالْأول أولى.

٧٤٢٠ - حدّثنا أحْمَدُ، حدّثنا مُحَمَّدُ بنُ أبي بَكْرٍ المُقَدَّمِيُّ، حَدثنَا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عنْ ثابِتٍ عنْ أنَسٍ قَالَ: جاءَ زَيْدُ بنُ حارِثَةَ يَشْكو فَجَعَل النبيُّ يَقُولُ اتَّق الله وأمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ.

قالَتْ عائِشَةُ لوْ كَانَ رسولُ الله كاتِماً شَيْئاً لَكَتَمَ هاذِه، قَالَ: فكانَتْ زَيْنَبُ تَفْخَرُ على أزْواجِ النبيِّ تَقُولُ زَوَّجَكُنَّ أهالِيكُنَّ وزَوَّجَنِي الله تَعَالَى مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَماواتٍ.

وعنْ ثابتٍ {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِى أَنعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِى فِى نِفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَىْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِى أَزْوَاجِ أَدْعِيَآئِهِمْ إِذَا قَضَوْاْ مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً} نَزَلَتْ فِي شَأْنِ زَيْنَبَ وزَيْدِ بنِ حارِثَةَ.

انْظُر الحَدِيث ٤٧٨٧

مطابقته للتَّرْجَمَة تُؤْخَذ من قَوْله: من فَوق سبع سماوات لِأَن المُرَاد من فَوق سبع سماوات هُوَ الْعَرْش، وَيُؤَيِّدهُ مَا رَوَاهُ أَبُو الْقَاسِم التَّيْمِيّ فِي كتاب الْحجَّة من طَرِيق دَاوُد بن أبي هِنْد عَن عَامر الشّعبِيّ قَالَ: كَانَت زَيْنَب تَقول للنَّبِي، أَنا أعظم نِسَائِك عَلَيْك حقّاً، أَنا خيرهن منكحاً، وأكرمهن سفيراً، وأقربهن رحما، زوجنيك الرحمان من فَوق عَرْشه، وَكَانَ جِبْرِيل، عَلَيْهِ السَّلَام، هُوَ السفير بذلك، وَأَنا ابْنة عَمَّتك وَلَيْسَ لَك من نِسَائِك قريبَة غَيْرِي.

وَشَيخ البُخَارِيّ أَحْمد، كَذَا وَقع لجَمِيع الروَاة غير مَنْسُوب وَذكر أَبُو نصر الكلاباذي أَنه أَحْمد بن سيار الْمروزِي، وَذكر الْحَاكِم أَنه أَحْمد بن النَّضر النَّيْسَابُورِي، وَهُوَ الْمَذْكُور فِي سُورَة الْأَنْفَال. وَقَالَ صَاحب التَّوْضِيح قَالَ فِيهِ ابْن البيع: هُوَ أَبُو الْفضل أَحْمد بن نصر بن

<<  <  ج: ص:  >  >>