وَيذكر أكله، بِحَذْف لفظ الْخَطِيئَة الَّتِي أصَاب. قَوْله: ائْتُوا نوحًا أول نَبِي بَعثه الله قيل: يلْزم مِنْهُ أَن يكون آدم غير نَبِي. وَأجِيب: اللَّازِم لَيْسَ كَذَلِك بل كَانَ نَبيا لَكِن لم يكن أهل أَرض يبْعَث إِلَيْهِم، وَقد مر الْكَلَام فِيهِ عَن قريب. قَوْله: سُؤَاله ربه أَي: دعاءه بقوله: {وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الَاْرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً} قَوْله: ثَلَاث كَلِمَات وَهِي قَوْله: {فَقَالَ إِنِّى سَقِيمٌ} و {قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَاذَا فَاسْئَلُوهُمْ إِن كَانُواْ يِنْطِقُونَ} وَهَذِه أُخْتِي وَهَذِه رِوَايَة الْمُسْتَمْلِي، وَفِي رِوَايَة غَيره. ثَلَاث كذبات. قَالَ القَاضِي: هَذَا يَقُولُونَهُ تواضعاً وتعظيماً لما يسألونه وَإِشَارَة إِلَى أَن هَذَا الْمقَام لغَيرهم، وَيحْتَمل أَنهم علمُوا أَن صَاحبهَا مُحَمَّد، وَيكون إِحَالَة كل وَاحِد مِنْهُم على الآخر ليصل بالتدريج إِلَى مُحَمَّد، إِظْهَارًا لفضيلته، وَكَذَلِكَ إلهام النَّاس لسؤالهم عَن آدم، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام. قَوْله: فِي دَاره أَي: جنته وَالْإِضَافَة للتشريف: كبيت الله، وَحرم الله، أَو الضَّمِير رَاجع إِلَى رَسُول الله، على سَبِيل الِالْتِفَات، قَالَه الْكرْمَانِي، وَفِيه تَأمل. قَوْله: ارْفَعْ مُحَمَّد يَعْنِي: ارْفَعْ رَأسك يَا مُحَمَّد. قَوْله: يسمع على صِيغَة الْمَجْهُول مجزوم لِأَنَّهُ جَوَاب الْأَمر. قَوْله: اشفع أَمر من شفع يشفع شَفَاعَة وَتشفع على صِيغَة الْمَجْهُول بتَشْديد الْفَاء وَمَعْنَاهُ: تقبل شفاعتك. قَوْله: وسل أَمر من سَأَلَ وتعط على صِيغَة الْمَجْهُول جَوَاب الْأَمر. قَوْله: فَيحد لي حدا أَي: يعين لي طَائِفَة مُعينَة. قَوْله: فَأخْرج أَي: من دَاره فَأخْرجهُمْ، من الْإِخْرَاج وأدخلهم من الإدخال. قَوْله: قَالَ قَتَادَة هُوَ الرَّاوِي الْمَذْكُور وَهُوَ مُتَّصِل بالسند الْمَذْكُور. قَوْله: فَأخْرج وأخرجهم أَي: أخرج من الدَّار وَهُوَ بِفَتْح الْهمزَة وأخرجهم، بِضَم الْهمزَة من الْإِخْرَاج. قَوْله: أَي: وَجب عَلَيْهِ أَي: بِنَصّ الْقُرْآن، وَهُوَ قَوْله تَعَالَى:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذالِكَ لِمَن يَشَآءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً بَعِيداً} وهم الْكفَّار، قَول: وعده أَي: حَيْثُ قَالَ: {وَمِنَ الَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُودًا} وَهَذَا هُوَ إِشَارَة إِلَى الشَّفَاعَة الأولى الَّتِي لم يُصَرح بهَا فِي الحَدِيث، وَلَكِن السِّيَاق وَسَائِر الرِّوَايَات تدل عَلَيْهِ.
٧٤٤١ - حدّثنا عُبَيْدُ الله بنُ سَعْدِ بنِ إبْرَاهِيمَ، حدّثني عَمِّي، حدّثنا أبي عنْ صالِحٍ، عنِ ابنِ شِهاب قَالَ: حدّثني أنَسُ بنُ مالِكٍ أنَّ رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أرْسَلَ إِلَى الأنْصارِ فَجَمَعَهُمْ فِي قُبَّةٍ وَقَالَ لَهُمُ: اصْبِرُوا حتَّى تَلْقُوا الله ورَسولَهُ، فإنِّي عَلى الحَوْضِ
ا
مطابقته للتَّرْجَمَة تُؤْخَذ من قَوْله: حَتَّى تلقوا الله.
قَوْله: حَدثنِي عمي، هُوَ يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم بن سعد، وَأَبوهُ هُوَ إِبْرَاهِيم بن سعد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف، وَصَالح هُوَ ابْن كيسَان.
وَأخرج الحَدِيث مُسلم مطولا من هَذَا الْوَجْه فَقَالَ فِي أَوله: لما أَفَاء الله على رَسُوله من أَمْوَال هوَازن الحَدِيث.