للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

السَّادِسَة أَو السَّابِعَة؟ وَالْكَلَام فِيهِ مثل مَا مر الْآن. قَوْله: (فَرفع لي الْبَيْت الْمَعْمُور) أَي: كشف لي وَقرب مني، وَالرَّفْع التَّقْرِيب وَالْعرض، وَقَالَ التوربشتي: الرّفْع تقريبك الشَّيْء. وَقد قيل فِي قَوْله: {وفرش مَرْفُوعَة} (الْوَاقِعَة: ٤٣) . أَي: مقربة لَهُم، وَكَأَنَّهُ أَرَادَ أَن الْبَيْت الْمَعْمُور ظهر لَهُ كل الظُّهُور، وَكَذَلِكَ سِدْرَة الْمُنْتَهى استبينت لَهُ كل الإستبانة حَتَّى اطلع عَلَيْهَا كل الِاطِّلَاع، بِمَثَابَة الشَّيْء المقرب إِلَيْهِ، وَفِي مَعْنَاهُ: رفع لي بَيت الْمُقَدّس، وَالْبَيْت الْمَعْمُور بَيت فِي السَّمَاء حِيَال الْكَعْبَة، اسْمه: الضراح، بِضَم الضَّاد الْمُعْجَمَة وَتَخْفِيف الرَّاء وَبِالْحَاءِ الْمُهْملَة، وعمرانه كَثْرَة غاشيته من الْمَلَائِكَة. قَوْله: (لم يعودوا) ، ويروى: لم يعتدوا. قَوْله: (آخر مَا عَلَيْهِم) ، بِالرَّفْع وَالنّصب، فالنصب على الظّرْف، وَالرَّفْع على تَقْدِير: ذَلِك آخر مَا عَلَيْهِم من دُخُوله. قَالَ صَاحب (الْمطَالع) : الرّفْع أَجود. قَوْله: (وَرفعت لي سِدْرَة الْمُنْتَهى) قد ذكرنَا الْآن معنى الرّفْع، ويروى: السِّدْرَة الْمُنْتَهى بِالْألف وَاللَّام، والسدرة شَجَرَة النبق، وَسميت بهَا لِأَن علم الْمَلَائِكَة ينتهى إِلَيْهَا وَلم يجاوزها أحد إلَاّ رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَحكي عَن عبد الله بن مَسْعُود، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: إِنَّمَا سميت بذلك لكَونهَا يَنْتَهِي إِلَيْهَا مَا يهْبط من فَوْقهَا وَمَا يصعد من تحتهَا من أَمر الله تَعَالَى. قَوْله: (فَإِذا نبقها) كلمة: إِذا، للمفاجأة، و: النبق، بِفَتْح النُّون وَكسر الْبَاء: حمل السدر، ويخفف أَيْضا، الْوَاحِدَة نبقة ونبقة. قَوْله: (قلال هجر) ، القلال جمع قلَّة، وَقَالَ ابْن التِّين: الْقلَّة مِائَتَا رَطْل وَخَمْسُونَ رطلا بالرطل الْبَغْدَادِيّ، وَالأَصَح عِنْد الشَّافِعِيَّة خَمْسمِائَة رَطْل، وَقَالَ الْخطابِيّ: القلال الجرار، وَهِي مَعْرُوفَة عِنْد المخاطبين مَعْلُومَة الْقدر، وَقَالَ ابْن فَارس: الْقلَّة مَا أَقَله الْإِنْسَان من جرة أوجب، قَالَ: وَلَيْسَ فِي ذَلِك عِنْد أهل اللُّغَة حد مَحْدُود إلَاّ أَن يَأْتِي فِي الحَدِيث تَفْسِير فَيجب أَن يسلم، وَعبارَة الْهَرَوِيّ: الْقلَّة: مَا يَأْخُذ مزادة من المَاء، سميت بذلك لِأَنَّهَا تقل أَي: ترفع، و: هجر، بِفَتْح الْهَاء وَالْجِيم وَفِي آخِره رَاء: بَلْدَة لَا تَنْصَرِف للتعريف والتأنيث، وَفِي (الْمطَالع) : هجر مَدِينَة بِالْيمن هِيَ قَاعِدَة الْبَحْرين بَينهَا وَبَين الْبَحْرين عشر مراحل، وَيُقَال: الهجر، أَيْضا بِالْألف وَاللَّام. قَوْله: (كأذان الفيول) وَهُوَ جمع: فيل، وَهُوَ الْحَيَوَان الْمَعْرُوف. قَوْله: (أَنهَار) ، جمع نهر بِسُكُون الْهَاء وَفتحهَا. قَوْله: (نهران باطنان) قَالَ مقَاتل: هما السلسبيل والكوثر. قَوْله: (ونهران ظاهران) وَقد بَينهمَا فِي الحَدِيث بقوله: النّيل والفرات يخرجَانِ من أَصْلهَا ثمَّ يسيران حَيْثُ أَرَادَ الله تَعَالَى، ثمَّ يخرجَانِ من الأَرْض ويجريان فِيهَا.

وَعَن ابْن عَبَّاس، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا: إِن جَمِيع الْمِيَاه من تَحت صَخْرَة بَيت الْمُقَدّس وَمن هُنَاكَ يتفرق فِي الدُّنْيَا. أما النّيل: فمبدؤه من جبال الْقَمَر، بِضَم الْقَاف وَسُكُون الْمِيم، وَقيل: بِفَتْح الْمِيم، تَشْبِيها بالقمر فِي بياضه، وَقيل: يَنْبع من اثْنَي عشر عينا هُنَاكَ، وَيجْرِي فِي ثَلَاثَة أشهر فِي القفار وَثَلَاثَة أشهر فِي الْعمرَان إِلَى أَن يَجِيء إِلَى مصر فيفترق فرْقَتَيْن عِنْد قَرْيَة يُقَال لَهَا: شطنوف، فيمر الغربي مِنْهُ على رشيد وَينصب فِي الْبَحْر الْملح، وَأما الشَّرْقِي فيفترق أَيْضا فرْقَتَيْن عِنْد جوجر فيفترق فرْقَتَيْن أَيْضا فتمر الغربية مِنْهُمَا على دمياط من غربيها، وَينصب فِي الْبَحْر الْملح، والشرقية مِنْهُمَا تمر على أشمون طناح فينصب هُنَاكَ فِي بحيرة شَرْقي دمياط يُقَال لَهَا بحيرة تنيس وبحيرة دمياط. وَأما الْفُرَات: فأصله من أَطْرَاف أرمينية قريب من قاليقلا، ثمَّ يمر على بِلَاد الرّوم ثمَّ يمر بِأَرْض ملطية ثمَّ على شمشاط وقلعة الرّوم والبيرة وجسر منيح وبالس وجعبر والرقة والرحبة وقرقيسا وعانات والحديثة وهيت والأنبار ثمَّ يمر بالطفوف ثمَّ بالحلة ثمَّ بِالْكُوفَةِ وَيَنْتَهِي إِلَى البطائح وَينصب فِي الْبَحْر الشَّرْقِي. قَالُوا: وَمِقْدَار جريانها على وَجه الأَرْض أَرْبَعمِائَة فَرسَخ.

قَوْله: (عَالَجت بني إِسْرَائِيل) أَي: مارستهم وَلَقِيت مِنْهُم الشدَّة فِيمَا أردْت مِنْهُم من الطَّاعَة، والمعالجة مثل المزاولة والمجادلة. قَوْله: (فسله) ، أَصله فَاسْأَلْهُ، لِأَنَّهُ أَمر من السُّؤَال، فنقلت حَرَكَة الْهمزَة إِلَى السِّين فحذفت تَخْفِيفًا وَاسْتغْنى عَن همزَة الْوَصْل فحذفت فَصَارَ: فسله، على وزن: فَلهُ، قَوْله: (فَارْجِع إِلَى رَبك) ، أَي: إِلَى الْموضع الَّذِي نَاجَيْت رَبك فِيهِ. قَوْله: (فَرَجَعت) أَي: إِلَى مَوضِع مناجاتي. قَوْله: (فَسَأَلته) أَي: فَسَأَلت الله التَّخْفِيف. قَوْله: (فَجَعلهَا) أَي: فَجعل الْفَرِيضَة الَّتِي قدرهَا أَرْبَعِينَ صَلَاة. قَوْله: (ثمَّ مثله) ، أَي: ثمَّ قَالَ مُوسَى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مثله، قَوْله: (ثمَّ ثَلَاثِينَ) ، أَي: ثمَّ جعلهَا ثَلَاثِينَ صَلَاة. قَوْله: (ثمَّ مثله) ، أَي: ثمَّ قَالَ مُوسَى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مثله. قَوْله: (فَجعله عشْرين) ، أَي: عشْرين صَلَاة. قَوْله: (ثمَّ مثله) ، أَي: ثمَّ قَالَ مُوسَى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مثله. قَوْله:

<<  <  ج: ص:  >  >>