للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أكسُكَ؟ قلتُ: بلى. قال: أرأيتُك لو بعثتُك في حاجة، كنتَ تذهب هكذا؟ قلت: لا. قال: الله أحقُّ أن تَزَيَّن له. رواه ابن بطَّة (١). ويدل على ذلك قولُ النبي - صلى الله عليه وسلم -: «فاللهُ أحقُّ أن (٢) يُستحيا منه» (٣).

ويستحبُّ له أيضًا تخميرُ الرأس بالعمامة ونحوها، لأنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان يصلِّي كذلك. وهو من تمام الزينة، واللهُ تعالى أحقُّ مَن تُزُيِّنَ له.

وقد روي عن ركانة بن عبد يزيد قال سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «فرقُ ما بيننا وبين المشركين العمائمُ على القلانس» رواه أبو داود والترمذي (٤) وقال: غريب، وليس إسناده بالقائم.

وعن أبي المليح قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اعتَمُّوا تزدادوا حِلمًا» رواه هشام بن عمار (٥)، وهو مرسل.


(١) وأخرجه ابن خزيمة (٧٦٦)، والطحاوي في «شرح المعاني» (١/ ٣٧٧).
(٢) «أن» ساقط من المطبوع.
(٣) سبق تخريجه.
(٤) أبو داود (٤٠٧٨)، والترمذي (١٧٨٤)، من طريق محمد بن ربيعة، عن أبي الحسن العسقلاني، عن أبي جعفر بن محمد بن علي بن ركانة، عن أبيه به.
إسناده ضعيف، قال البخاري في «التاريخ الكبير» (١/ ٨٢): «إسناده مجهول لا يعرف سماع بعضه من بعض»، وقال الترمذي: «حديث غريب وإسناده ليس بالقائم، ولا نعرف أبا الحسن العسقلاني، ولا ابن ركانة». وانظر: «بيان الوهم» (٣/ ٢٨٨)، و «البدر المنير» (٩/ ٤٢٦)، و «الميزان» (٣/ ٥٤٦).
(٥) «حديث هشام بن عمار» (٨٩)، من طريق عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي مليح به مرسلًا. وهو مع إرساله شديد الضعف، فيه عبيد الله بن أبي حميد متروك، كما في «تقريب التهذيب» (٣٧٠).
وقد روي مسندًا، أخرجه الحاكم (٤/ ٢١٤)، من طريق عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح بن أسامة، عن ابن عباس به. قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه»، وفي سنده ابن أبي حميد المشار إليه سابقًا.