للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بإظهار لام التعريف، لأنه لحنٌ لا يحيل المعنى.

فأمَّا إن تركَ الشدَّة بالكلِّيَّة، فإسقاطُ حرفٍ محقَّقٍ بلا ريب. وكونه ليس له صورة في الخط, إنما يصح في بعض الحروف المشددة. ثم المعتبر ما كان حرفًا في المنطق دون الكتاب (١)، فإنَّ اعتبار الحرف فيه غير مؤثِّر طردًا ولا عكسًا, فإنَّ ألفات الوصل حروف [ص ٢٩٦] مكتوبة غير منطوقة, والمدَّات وبعضُ الهمزات منطوق غير مكتوب. وقد صرَّح من قال بهذا الوجه أنه لم يرد به تليينَ التشديد, بل حذفَ الشدَّة بالكلية. ذكره الآمدي وقال: تليين التشديد لا يختلف المذهب في صحة الصلاة معه.

فصل

ويستحب أن يقرأ قراءة مرتَّلة يمكِّن (٢) فيها حرفَ المدِّ من غير تمطيط, ويقف عند كل آية؛ لقوله تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} [المزمل: ٤] ولحديث أمِّ سلَمة (٣) وأنس (٤).


(١) «الكتاب» مصدر كالكتابة. وقد أثبت في المطبوع: «النطق دون الكتابة».
(٢) في الأصل: «يكن»، تصحيف. وقد سبق مثله.
(٣) أخرجه أحمد (٢٦٥٨٣)، والترمذي (٢٩٢٧)، وأبو داود (٤٠٠١)، من طرق عن أم سلمة، أنها سئلت عن قراءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: كان يقطع قراءته آية آية: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}.
صححه ابن خزيمة (٤٩٣)، والدارقطني (١/ ٣١٢)، وقد اختلف في إسناده ومتنه، وأعله بذلك جماعة، انظر: «فتح الباري» لابن رجب (٤/ ٣٦٠)، «البدر المنير» (٣/ ٥٥٤).
(٤) وضع الناسخ بعده في الأصل: «صـ» ثم بيَّض بقية السطر وسطرًا كاملًا. وبدأ السطر الجديد بكلمة «فصل» مع علامة قبله تشبه «مـ».
وحديث أنس أخرجه البخاري (٥٠٤٦)، أنه سئل: كيف كانت قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: كانت مدًّا، ثم قرأ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، يمد ببسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم.