للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسألة (١): (ثم يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).

السنَّة لكلِّ من قرأ في الصلاة أو خارج الصلاة: أن يستعيذ، لقوله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [النحل: ٩٨]، يعني: إذا أردت القراءة كقوله: {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا} [المائدة: ٦]، وقوله: {وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا} [المجادلة: ٣]، أي: يريدون العود.

فإن قيل: هذا أمر لمن (٢) كان أكبر مقصوده القراءة فقط, وهو القارئ خارج الصلاة, والقارئ للقرآن في صلاة التراويح.

قلنا: الآية تعمُّ القسمين. بل إذا استحب الاستعاذة للقارئ في غير الصلاة, فهي للقارئ في الصلاة أوكد طردًا لوسوسة الشيطان عنه, ولما تقدَّم من حديث جبير بن مطعم. وروى أبو سعيد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قام إلى الصلاة استفتح, ثم يقول: «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم». وفي رواية: «من همزه ونفخه ونفثه» رواه أحمد, والترمذي (٣) وقال: هذا أشهر حديث (٤) في هذا الباب.

والذي قبله, وإن كان في النافلة, فإنه لا فرق في الاستعاذة بين (٥)


(١) «المستوعب» (١/ ١٧٥)، «المغني» (٢/ ١٤٥ - ١٤٦)، «الشرح الكبير» (٣/ ٤٢٩ - ٤٣٠)، «الفروع» (٢/ ١٧٠).
(٢) في الأصل: «كمن»، والتصحيح من حاشية الناسخ.
(٣) تقدم تخريجه.
(٤) في الأصل: «حديث أشهر»، وفيه تقديم وتأخير.
(٥) في الأصل: «من»، تصحيف، كما ذكر الناسخ في الحاشية.