للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اشتدَّ الزِّحام كبَّر كلّما حاذَى (١). رواه الأزرقي (٢).

ولأن الإشارة إليه بالاستلام من غير مماسَّة ليس فيه [أثر] (٣)، ولا معنى فيه، فأشبه الإشارة إليه بالقُبلة.

وبكل حالٍ فلا يقبِّل يده إذا أشار إليه بالاستلام من غير استلام؛ لأن التقبيل إنما هو للحجر أو لما مسَّ الحجرَ.

وأما رفع اليد فهو مسنون عنده.

وأما السجود عليه، فقد ذُكِر لأحمد حديث ابن عباس في السجود على الحجر فحسّنه. وقد رواه الأزرقي (٤)، عن جدّه، عن ابن عيينة، عن ابن جريج، عن محمد بن عبّاد بن جعفر قال: رأيتُ ابن عباس - رضي الله عنهما - جاء يوم التروية وعليه حُلَّةٌ مُرجِّلًا رأسَه، فقبَّل الحجر وسجد عليه، ثم قبَّله وسجد عليه (٥) ثلاثًا.

ورواه أبو يعلى الموصلي في «مسنده» (٦) من حديث أبي داود


(١) في المطبوع: «حاذاه».
(٢) في «أخبار مكة» (١/ ٣٣٤). وهو منقطع بين هشام وعمر.
(٣) زيادة ليستقيم السياق.
(٤) في «أخبار مكة» (١/ ٣٢٩) وإسناده صحيح. وأخرجه أيضًا عبد الرزاق (٨٩١٢) وابن أبي شيبة (١٤٩٧٢) والبيهقي (٥/ ٧٥) من طرق عن ابن جريج به.
(٥) «ثم قبله وسجد عليه» ساقطة من المطبوع.
(٦) رقم (٢١٩)، وقد رواه الطيالسي في «المسند» (٢٨). وأخرجه ابن خزيمة (٢٧١٤) والعقيلي في «الضعفاء» (١/ ٤٩٨) والحاكم (١/ ٤٥٥) من طريق آخر عن جعفر بن عبد الله، عن محمد بن عبّاد به. وجعفر بن عبد الله هو ابن عثمان المخزومي، المنسوب في رواية الطيالسي إلى جده، وقد وهم الحاكم في قوله: «هو ابن الحكم». وجعفر بن عثمان هذا قال عنه العقيلي: «في حديثه وهم واضطراب» وذكر أنه خُولف في رفعه، فرواه ابنُ جريج ــ كما في الحديث السابق ــ عن محمد بن عباد عن ابن عباس موقوفًا، وهو أولى. وانظر: «التلخيص الحبير» (٢/ ٢٤٦).