للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسألة (١): (وإن كان في الفَضاء أبعَدَ واستَتَر).

أمَّا أنه يُبعِدُ، فلما روى جابر قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر، فكان لا يأتي البَرازَ حتّى يتغيَّب (٢)، فلا يُرى. رواه ابن ماجه (٣).

وعن المغيرة بن شعبة قال: كنتُ مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر، فأتى حاجته، فأبعَدَ في المذهب حتّى توارى عنّي. رواه الجماعة (٤).

وأمّا الاستتار بما يمكنه من هدفِ (٥) حائطٍ أو حائشِ نخلٍ (٦) أو كثيبِ رملٍ، فلِما روى أبو هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أتى الغائطَ فليستتر، فإن لم يجد إلا أن يجمع كثيبًا من رمل فليستدبره، فإن الشيطان يلعب بمقاعد بني آدم. من فعَلَ فقد أحسَن، ومن لا فلا حرج". رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه (٧)


(١) "المغني" (١/ ٢٢٢ - ٢٢٣)، "الشرح الكبير" (١/ ١٩٥)، "الفروع" (١/ ١٣٥).
(٢) في المطبوع: "يغيب"، والمثبت من الأصل، وهو لفظ الحديث.
(٣) برقم (٣٣٥)، وأخرجه بنحوه أبو داود (٢)، من طرق عن إسماعيل بن عبد الملك، عن أبي الزبير، عن جابر. وإسناده ضعيف، إسماعيل سيئ الحفظ وقد تفرد به، ولم يصرح أبو الزبير بالتحديث، لذا ضعفه البوصيري في "إتحاف الخيرة" (٧/ ٩٩)، ويشهد لمعناه حديث المغيرة الآتي.
(٤) أحمد (١٨١٧١)، والبخاري (٣٦٣)، ومسلم (٢٧٤)، وأبو داود (١)، والترمذي (٢٠)، والنسائي (٨٢)، وابن ماجه (٣٣١) بألفاظ متقاربة.
(٥) الهدف: الموضع المشرف المرتفع.
(٦) يعني بستانًا من النخل.
(٧) أحمد (٨٨٣٨)، وأبو داود (٣٥)، وابن ماجه (٣٣٧)، وهو قطعة من حديث أوله: "من اكتحل فليوتر"، رووه من طرق عن ثور بن يزيد، عن الحصين الحبراني، عن أبي سعيد أو سعد الخير، عن أبي هريرة به.
وصححه ابن حبان (١٤١٠)، وحسنه النووي في "الخلاصة" (١/ ١٤٧)، وأعله جماعة بجهالة حصين وأبي سعيد، وبالاختلاف عن ثور، كابن عبد البر في "التمهيد" (١١/ ٢١)، وابن حزم في "المحلى" (١/ ٩٩).
وانظر: "العلل" للدارقطني (٨/ ٢٨٣)، "البدر المنير" (٢/ ٢٩٩ - ٣٠٤).