للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والرواية الأولى اختيار ابن أبي موسى (١) والقاضي وأصحابه. لِمَا رُوي عن أم سلمة - رضي الله عنها -: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقبِّلها وهو صائم» متفق عليه (٢).

وعن عَمرو بن أبي سلمة أنه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أيُقَبِّل الصائم؟ فقال له: «سَلْ هذه (لأم سلمة)». فأخبرَتْه أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كان (٣) يفعل ذلك. فقال: يا رسول الله، قد غُفِر (٤) لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر. فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أمَا والله، إني لأتقاكم لله وأخشاكم له (٥)» رواه مسلم (٦).

وتَكرار (٧) النظر مكروه لمن تُحرّك شهوتَه بخلاف من لا تُحرّك شهوته.

وقيل: لا يكره بحال.

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -: «أن رجلًا سأل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عن المباشرة للصائم فرخّص له، وأتاه آخر فنهاه عنها، فإذا الذي رخَّصَ له شيخ، وإذا الذي نهاه شابّ». رواه أبو داود (٨).


(١). «الإرشاد» (ص ١٥١).
(٢). أخرجه البخاري (٣٢٢، ١٩٢٩)، ومسلم (١١٠٨).
(٣). ليست في س.
(٤). س: «غفر الله».
(٥). س: «لله». والمثبت هو لفظ مسلم.
(٦). (١١٠٨).
(٧). ق: «وذكر اك» تصحيف!
(٨). (٢٣٨٧). ومن طريقه البيهقي: (٤/ ٢٣٢) من طريق أبي العنبس، عن الأغر، عن أبي هريرة به. وقد ضعّف الحديثَ جماعةٌ من العلماء، كابن حزم وابن القيم وابن حجر بجهالة أبي العنبس و هو الحارث بن عبيد العدوي الكوفي. وفيه نظر؛ لأن أبا العنبس قد روى عنه جماعة من الثقات، ووثقه ابن معين في رواية الدارمي (٩١٦)، وذكره ابن حبان في «الثقات» (٨/ ١٨١) وقال: «يعتبر حديثه إذا روى عن الثقات المشاهير»، فأقل أحواله أن يكون حسن الحديث، وقد صححه الألباني في «صحيح أبي داود - الأم»: (٧/ ١٤٨). وللحديث شاهد من حديث عائشة أخرجه البيهقي: (٤/ ٢٣٢)، وآثار عدة عن الصحابة.