للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم (١). والتسمية إنما تكون عند ابتداء الأمور وفي أوائلها, فصارت كالتابع لغيره، المقصود من أجله. ففُرِّق بين ما يقصَد لنفسه وما يقصَد لغيره بصفة القراءة في الجهر والإخفات, كما يخافت بالاستعاذة لما كانت مقصودةً لغيرها. ألا ترى أن التسمية مقصودة لما بعدها مِن حمد الله والثناء عليه والصلاة له؟ والمعنى: بسم الله أقرأ وأصلِّي, أو بسم الله صلاتي وقراءتي. فبيِّن أن يميَّز بين المقصود لنفسه والمقصود لغيره.

فصل

وهل تجب قراءتها في الصلاة؟ على روايتين منصوصتين:

إحداهما: يجب, بناءً على أنها من فاتحة الكتاب. فإن لم يجعل البسملة آيةً (٢) كان رأس الآية {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} وليس يشبه رؤوسَ الآي (٣)؛ لأن ما قبل الحرف الأخير (٤) يكون حرف لين, كما في سائر الآي.

وأيضًا: فقد روي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - موقوفًا ومرفوعًا (٥): «إذا


(١) سيأتي تخريجه.
(٢) في الأصل والمطبوع: «أنه»، تصحيف.
(٣) في الأصل والمطبوع: «نسبة لرؤوس الآي»، ولعله تصحيف ما أثبت.
(٤) في الأصل والمطبوع: «الآخر».
(٥) أخرجه الدارقطني (١/ ٣١٢) ــ ومن طريقه البيهقي في «السنن الكبرى» (٢/ ٤٥) ــ من طريق أبي بكر الحنفي، عن عبد الحميد بن جعفر، عن نوح بن أبي بلال، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، نوح يرفعه تارة، ويوقفه أخرى.
في إسناده مقال، فقد أعل المرفوع وصوب الموقوف الدارقطني في «العلل» (٨/ ١٤٩)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (٢/ ٤٥)، وأعله من وجوه ابن القطان في «بيان الوهم» (٥/ ١٤٠)، وقال ابن الملقن في «البدر المنير» (٣/ ٥٥٩): «سائر رواة هذا الحديث من جميع طرقه ثقات».