للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قرأتم الحمد فاقرؤوا {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} , إنها أمُّ القرآن، وأمُّ الكتاب، والسبع المثاني. وبسم الله الرحمن الرحيم إحدى آياتها». وروي ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وجماعة من أصحابه, من عدة وجوه رواها الدارقطني وغيره (١)؛ لأنها مكتوبة في أولها في المصحف, فوجب (٢) أن تتلى حيث كُتبت كسائر آياتها.

والرواية الثانية: لا تجب قراءتها, لكن يُكرَه تركُ قراءتها كالاستعاذة، وأولى, بناءً على أنها ليست [ص ٢٧٣] من الفاتحة, والمفروض إنما هو قراءة الفاتحة. ويمكن أن يقال: هي وإن جُعلت من الفاتحة باعتبار, فليست من القراءة المفروضة. وهذه الرواية هي الصحيحة عند عامة الأصحاب, وهي الغالب على كلام أحمد.

وذلك لما روى أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[يقول] (٣): «من صلَّى صلاةً لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب، فهي خداج» يقولها ثلاثًا. فقيل لأبي هريرة: إنما نكون وراء الإمام, فقال: اقرأها في نفسك, فإنِّي سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «قال الله عز وجل: قسمتُ الصلاة بيني وبين عبدي نصفين, ولعبدي ما سأل. فإذا قال العبد: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ


(١) انظر: «السنن» للدارقطني (١/ ٣١٢ - ٣١٣)، «السنن الكبرى» للبيهقي (٢/ ٤٥ - ٤٧).
(٢) في الأصل والمطبوع: «فوجبت»، تصحيف.
(٣) زيادة منِّي.