للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يكبِّر معه ربما جزم التكبير, ففرغ من التكبير قبل أن يفرغ الإمام، فقد صار هذا مكبِّرًا قبل الإمام. ومن كبَّر قبل الإمام فليست له صلاة، لأنه دخل في الصلاة قبل الإمام، وكبَّر قبل الإمام، فلا صلاة له.

قال بعض أصحابنا: إن مدَّ في غير موضع المدِّ, مثل أن يمدَّ بعض الهمزة من اسم الله، فتصير همزة استفهام, أو يزيد ألفًا بعد الباء من «أكبر» , فتصير جمع «كَبَر»، وهو الطبل، فارسي معرب (١) = لم تجزئه (٢)، لأن المعنى يتغير به.

فصل

ويستحب أن يقوم الإمام والمأموم إلى الصلاة إذا قال المؤذِّن: قد قامت الصلاة، لما روي عن الحجَّاج بن فرُّوخ الواسطي عن العوَّام ابن حَوشَب عن عبد الله بن أبي أوفى - رضي الله عنه - , قال: كان بلال إذا قال: قد قامت الصلاة, نهض رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. رواه حرب وأبو يعلى الموصلي وأبو حفص العكبري وغيرهم (٣). وهو محفوظ عن الحجَّاج, وقد قيل: إنه لا يروى إلا


(١) الذي نصَّ عليه الفارابي في «ديوان الأدب» (١/ ٢١٣) أنه فارسي معرَّب بمعنى الأصَف. وهو دخيل في الفارسية من اليونانية. انظر: «المعرب» للجواليقي (ص ٥٥٦). أما بمعنى الطبل، فنقل الأزهري في «التهذيب» (١٠/ ٢١٣) عن الليث أنه بلغة أهل الكوفة.
(٢) في الأصل والمطبوع: «الحرة»، ولعله تحريف ما أثبت.
(٣) أخرجه أبو يعلى كما في «إتحاف الخيرة» (٤/ ٤٩٤)، والطبراني في «الكبير» (٢٣/ ٢٤٤)، والبزار (٣٣٧١).
إسناده ضعيف، فيه الحجاج بن فروخ ضعيف صاحب مناكير، كما في «الكامل» (٢/ ٢٣٣)، وبه ضعف الحديث البيهقي في «السنن الكبرى» (٢/ ٢٢)، والهيثمي في «مجمع الزوائد» (٢/ ٢٧٢).