للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعن أميمة بنت رُقَيقة (١) قالت: كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - قدَحٌ من عِيدانٍ تحت سريره، يبول فيه بالليل. رواه النسائي وأبو داود (٢).

ولا يُكره البول قائمًا لعذر. ويُكره مع عدم العذر، إذا خاف أن تُرى عورتُه أو يصيبه البول. فإن أمِن ذلك لم يُكره في المنصوص من الوجهين، لما روى حذيفة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى سُبَاطةَ (٣) قوم، فبال قائمًا. رواه الجماعة (٤).

وفي الآخر: يُكره، لما روي عن عائشة قالت: من حدَّثكم أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بال قائمًا فلا تصدِّقوه. ما كان يبول إلا جالسًا. رواه أحمد [٣٥/ب] وابن ماجه والنسائي والترمذي، وقال: هو أحسن حديث في هذا الباب وأصح (٥).


(١) في الأصل: "رقية"، تحريف.
(٢) النسائي (٣٢)، وأبو داود (٢٤) عن حكيمة بنت أميمة بنت رقيقة، عن أمها به.
وصححه ابن حبان (١٤٢٦)، والحاكم (١/ ١٦٧)، وأعله ابن القطان بجهالة حكيمة في "بيان الوهم" (٥/ ٥١٣ - ٥١٥)، ويشهد لمعناه حديث عائشة المتقدم.
(٣) السُّباطة: الكُناسة.
(٤) البخاري (٢٢٤) ومسلم (٢٧٣) وأبو داود (٢٣) والترمذي (١٣) والنسائي (١٨) وابن ماجه (٣٠٥).
(٥) أخرجه الترمذي (١٢)، والنسائي (٢٩)، وابن ماجه (٣٠٧)، من طرق عن شريك، عن المقدام بن شريح، عن أبيه، عن عائشة به.
وصححه ابن حبان (١٤٣٠)، وشريك هو ابن عبد الله القاضي فيه مقال؛ لذا ضعف الحديث ابن القطان في "بيان الوهم" (٥/ ١٢٤). وأخرجه أحمد (٢٥٠٤٥)، وابن راهويه (٣/ ٨٩٢)، من طريق وكيع، عن سفيان الثوري، عن المقدام بمثل إسناده، ونحو متنه، وصححه الحاكم (١/ ١٨١)، فالحديث صحيح بهذه المتابعة.