للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهذا يدل على أنّ الغالب عليه كان الجلوس، وأنَّ بوله قائمًا كان لعذرٍ، إما لأنه لم يتمكن من الجلوس في السُّباطة، أو لوجع كان به؛ لما روى أبو هريرة أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بال قائمًا من جُرحٍ كان بمَأْبِضه (١).

أي تحت ركبته. و (٢) قال الشافعي: كانت العرب تستشفي لوجعِ الصُّلْب بالبول قائمًا. فنرى لعله كان به إذ ذاك وجع الصلب (٣). ولكن قد رويت الرخصة عن عمر وعلي وزيد بن ثابت وأبي هريرة وابن عمر وسهل بن سعد وأنس (٤)؛ ولأن الأصل الإباحة، فمن ادعى الكراهة فعليه الدليل.

مسألة (٥): (ولا يستقبلُ شمسًا ولا قمرًا).

وذلك لأنَّ بهما يستضيء أهل الأرض، فينبغي احترامهما. وقد ورد أنَّ أسماء الله مكتوبة عليهما (٦). وهذا على سبيل التنزيه، فإن كان بينهما حائل


(١) أخرجه الحاكم (١/ ١٨٣)، والبيهقي (١/ ١٠١).

في إسناده حماد بن غسان ضعفه الدارقطني، وحكم بتفرده به فيما حكاه ابن حجر في "لسان الميزان" (٣/ ٢٧٦)، وضعفه البيهقي، وقال الذهبي في "المهذب" (١/ ١١٠): "منكر".
(٢) الواو ساقطة من المطبوع.
(٣) قال الخطَّابي في "معالم السنن" (١/ ٢٠): "حدَّثونا عن الشافعي أنه قال .. إلخ. وانظر: "المنتقى" (١/ ١٥٠).
(٤) أخرج هذه الآثار ابن أبي شيبة (٢/ ٨٩ - ٩١)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (٤/ ٢٦٨)، ومسدد والحارث كما في "إتحاف الخيرة" (١/ ٢٧٦ - ٢٧٨).
(٥) "المغني" (١/ ٢٢٢)، "الشرح الكبير" (١/ ٢٠٢)، "الفروع" (١/ ١٢٧).
(٦) لم أقف عليه في شيء من كتب الرواية، وقال الألباني في "الضعيفة" (٩٤٤): "وهذا التعليل مما لا أعرف له أصلًا في السنة".
وقد أخرج الحكيم الترمذي في "المنهيات" (٣٥) حديثًا باطلًا مختلقًا في النهي عن بول الرجل وفرجه بادٍ إلى الشمس والقمر، وانظر: "التخليص الحبير" (١/ ٣٠٢)، "الضعيفة" (٩٤٤).