كتاب شرح عمدة الفقه - ابن تيمية - ط عطاءات العلم

مسألة: (ويجب بأحد ثلاثة أشياء: كمال شعبان، ورؤية هلال رمضان، ووجود غيم أو قتر ليلة الثلاثين يحول دونه) - بيان وجوه الدلالة من الأحاديث على صومه - ج: 3 - ص: 63

ولا قَتَر أصبحَ مفطرًا، وإن حال دون منظره سحابٌ أو قَتَر أصبحَ صائمًا. رواه الجماعة إلا الترمذي (١)، إلّا أن قوله: «قال نافع ... » إلى آخره، فإنما رواه أحمد وأبو داود (٢).

وفي رواية أبي داود (٣): وكان ابن عمر يفطر مع الناس ولا يأخذ بهذا الحساب.

وقال أحمد (٤): حدثنا يحيى بن سعيد، عن عُبيد الله، حدثني نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الشهرُ تسعٌ وعشرون، هكذا وهكذا وهكذا (٥)، فإن غُمّ [عليكم] فاقْدُروا له». قال (٦): وكان ابن عمر إذا كان ليلة تسع وعشرين، وكان في السماء سحابٌ أو قَتَر أصبح صائمًا.

قال أصحابنا: فوجه الدلالة من وجوه:

أحدها: أن ابن عمر قد روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قولَه: «فاقْدُروا له»، وفسَّر ذلك بأن كان يصوم يوم الثلاثين مع إغماء السماء، والصحابيُّ إذا روى عن

---

(١) أخرجه أحمد (٤٤٨٨)، والبخاري (١٩٠٧)، ومسلم (١٠٨٠)، وأبو داود (٢٣٢٠)، والنسائي (٢١٢١)، وابن ماجه (١٦٥٤).
(٢) الأرقام السالفة.
(٣) (٢٣٢٠).
(٤) في «المسند» (٤٦١١). قال الهيثمي في «المجمع»: (٢/ ١١٤): «رجاله رجال الصحيح». وأخرجه مسلم (١٠٨٠) من دون قول ابن عمر. وما بين المعكوفين مستدرك من المسند.
(٥) في المطبوع: «وعشرين» وسقطت «وهكذا» الثالثة منه.
(٦) سقطت من المطبوع.