للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واجبة، مثل الحدود وما أشبهها، وأمر النساء صعب جدًّا؛ لأن النساء بمنزلة الشيء الذي يُذَبُّ عنه (١)، وكيف تستطيع المرأة أن تحج بغير محرم؟ فكيف بالضَّيعة وما يخاف عليها من الحوادث؟

ولا يجوز لها (٢) أن تسافر بغير محرم إلا في الهجرة؛ لأن الذي تهرب منه شرٌّ من الذي تخافه على نفسها، وقد خرجت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي مُعَيط وغيرها من المهاجرات بغير محرم (٣). وفي حضور مجلس الحاكم؛ لأنه ضرورة يُخاف منه أن يضيع حق المدعي. وفي التغريب (٤)، لأنه حدٌّ قد وجب عليها.

فإن كان بينها وبين مكة دون مسافة القصر ... (٥).

والعجوز التي لا تُشتهى ... (٦).

وهل المَحْرم شرط للوجوب أو للزوم والأداء (٧)؟ على روايتين:


(١) «عنه» ساقطة من ق.
(٢) «لها» ساقطة من ق.
(٣) قصة هجرة أم كلثوم في «صحيح البخاري» (٢٧١١، ٤١٨٠) مختصرة. وانظر «سيرة ابن هشام» (٢/ ٣٢٥). وممن هاجرت بغير محرم زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. انظر قصَّتها في «سيرة ابن هشام» (١/ ٦٥٣ - ٦٥٧) و «المعجم الكبير» للطبراني (٢٢/ ٤٢٤ - ٤٣٣).
(٤) أي النفي عن البلد الذي ارتكبت فيه الزنا وهي بكر.
(٥) هنا بياض في النسختين.
(٦) بياض في النسختين.
(٧) ق: «للزوم السعي والأداء».