للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال في رواية أبي داود (١): وقّت لأهل العراق من ذات عرق (٢).

وذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ــ والله أعلم ــ وقَّت المواقيت ثلاثَ طبقات، فوقَّت أولًا ثلاث مواقيت، فلما فُتحت اليمن وقَّت لها، ثم وقَّت للعراق.

فالأول: ما روى عبد الله بن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «يُهِلُّ أهل المدينة من ذي الحليفة، ويُهِلُّ أهل الشام من الجحفة، ويُهِلُّ أهل نجد من قرن». قال ابن عمر: وذُكِر لي ولم أسمع أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ويُهِلُّ أهل اليمن من يلملم»، وفي لفظ (٣): «ومُهَلُّ أهل الشام مَهْيَعة، وهي الجُحفة». رواه الجماعة إلا الترمذي (٤)، وفي رواية لأحمد (٥): قال ابن عمر: وقاسَ الناس ذاتَ عرقٍ بقَرْنٍ.

والثاني: ما روى ابن عباس، قال: وقَّت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهل الشام الجحفة، ولأهل نجد قرن المنازل، ولأهل اليمن يلملم (٦)، فهن لهن، ولمن أتى عليهن من غير أهلهن. وفي لفظ: «من غيرهن لمن كان يريد الحج والعمرة، فمن كان دونهن فمهلُّه من أهله، وكذلك حتى أهل مكة يهلّون منها». وفي لفظ: «ومن كان دونهن فمن حيث


(١) (ص ١٤٠) نحوه.
(٢) «عرق» ساقطة من س.
(٣) «ويهل أهل اليمن من يلملم وفي لفظ» ساقطة من المطبوع.
(٤) أحمد (٥٠٧٠، ٥٠٨٧، ٥١١١) والبخاري (١٣٣، ١٥٢٥، ١٥٢٨) ومسلم (١١٨٢) وأبو داود (١٧٣٧) والنسائي (٢٦٥١، ٢٦٥٢) وابن ماجه (٢٩١٤).
(٥) برقم (٤٤٥٥) وإسنادها صحيح.
(٦) بعدها في ق: «قال».