للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القلب] (١)، ولأنه لو نكسه في ركعة واحدة أو خارج الصلاة [كُرِه] (٢).

والرواية الأخرى: لا تُكرَه. وهي أصح، لأن الصبيَّ تعلَّم على ذلك, ولأنَّ ذلك لا يُخرِج القرآنَ (٣) عن الوجه الذي أُنزل عليه والنظم والتأليف الذي له, فأشبه ما لو قرأ سورةً, وقرأ في الثانية بعدها سورةً لا تليها.

وقد تقدَّم حديث حذيفة [ص ٣٠٣] أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قرأ بالبقرة والنساء وآل عمران, وحديث الذي كان يفتتح بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} , ويقرأ بعدها سورة أخرى (٤). فإذا لم يُكرَه التنكيس في ركعة واحدة، ففي ركعتين أولى.

واحتجَّ أحمد بأنَّ أنس بن مالك صلَّى المغربَ، فقرأ في أول ركعة: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} وفي الثانية: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} (٥).


(١) أخرجه عبد الرزاق (٧٩٤٧)، وابن أبي شيبة (٣٠٩٣٨). وما بين الحاصرتين منهما، وفي الأصل بياض بقدر كلمتين.
(٢) زيادة منِّي. والجملة في الأصل ناقصة، ولم يترك الناسخ بياضًا، وكتب في الهامش: «كذا».
(٣) في الأصل: «عن القرآن» مع ثلاث نقط فوق «عن». والظاهر أنها مقحمة.
(٤) تقدَّم تخريجهما.
(٥) لم أقف عليه.
وأخرج ابن الضريس في «فضائل القرآن» (٢٥٣) ــ واللفظ له ــ، والطبراني في «الكبير» كما في «مجمع الزوائد» (٢/ ١٢٠)، وابن عبد البر في «التمهيد» (٧/ ٢٥٩)، من طرق عن ابن عمر قال: صلى بنا النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم الفجر، فقرأ في الركعة الأولى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، وفي الثانية: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، فلما سلم قال: «قرأت لكم ثلث القرآن وربعه». قال الهيثمي: «رواه الطبراني في «الكبير»، وفيه جعفر بن أبي جعفر، وقد أجمعوا على ضعفه».