للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي رواية: رأيت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - حين افتتح الصلاة رفع يديه حيال أذنيه. قال: ثم أتيتهم فرأيتهم يرفعون أيديهم إلى صدورهم, وعليهم برانس وأكسية (١).

وفي رواية: قال: ثم جئتُ بعد ذلك في زمان فيه برد شديد, فرأيتُ الناس عليهم جُلُّ (٢) الثياب، يحرِّكون أيديهم تحت الثياب من البرد. رواه أحمد وأبو داود (٣).

والأولى له أن يُخرج يديه وقت الرفع, فيرفعهما, ثم يلتحف بعد ذلك, وإن كان متردِّيًا (٤)؛ لأن وائل بن حجر قال: صلَّيتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكان إذا كبَّر رفع يديه, ثم التحف, ثم أخذ شماله بيمينه, وأدخل يديه في ثوبه. قال: فإذا أراد أن يركع أخرج يديه ثم رفعهما. فإذا أراد أن يرفع رأسه من السجود رفع يديه (٥).

مسألة (٦): (ويجعلهما تحت سُرَّته).

يعني: إذا انقضى التكبير فإنه يرسل يديه، ويضع يده اليمنى فوق اليسرى


(١) أخرجه أبو داود (٧٢٨)، بمثل إسناده السابق.
(٢) في الأصل والمطبوع: «جُلَّى». والمثبت من «السنن».
(٣) أحمد (١٨٨٧٠)، وأبو داود (٧٢٧)، من طريق زائدة بن قدامة، بمثل إسناده السابق.

صححه ابن خزيمة (٤٨٠، ٧١٤)، وابن حبان (١٨٦٠).
(٤) أثبت الناسخ «مرتديًا» ــ وكذا في المطبوع ــ وذكر أن في أصله: «متردِّيًا». وتردَّى وارتدى بمعنًى، فالوارد في الأصل صواب.
(٥) تقدم تخريجه.
(٦) «المستوعب» (١/ ١٧٥)، «المغني» (٢/ ١٤٠ - ١٤١)، «الشرح الكبير» (٣/ ٤٢١ - ٤٢٣)، «الفروع» (٢/ ١٦٨ - ١٦٩).