للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والزيارة لا تكون مع الإقامة (١) بالمَزُور، وإنما تكون إذا كان خارجًا منه فجاء إليه ليزوره، ولهذا ــ والله أعلم ــ لم يكن على أهل مكة عمرة، لأنهم مقيمون بالبيت على الدوام.

وأيضًا فإن العمرة هي الحج الأصغر، والحج أن يُقصَد المحجوجُ في بيته، والحرم هو فِناء بيت الله تعالى، فمن لم يقصد الحرم من الحلّ لم يتحقَّق معنى الحج في حقه، إذ هو لم يَنْزِح من داره، ولم يقصد (٢) المحجوج.

والإحرام بالعمرة من أقصى الحلّ أفضلُ من أدناه، وكلما تباعد فيها فهو أفضل حتى يصير إلى الميقات (٣).

قال أحمد في رواية الحسن بن محمد (٤)، وقد سئل من أين يعتمر الرجل؟ قال: يخرج إلى المواقيت فهو أحبُّ إلي، كما فعل (٥) ابن عمر وابن الزبير وعائشة رضوان الله عليهم أحرموا من المواقيت (٦)، فإن أحرم من التنعيم فهو عمرة وذاك أفضل، والعمرة على قدر تعبها (٧).


(١) ق: «إلا مع الإقامة» وهو خطأ يعكس المعنى.
(٢) ق: «ولا قصد».
(٣) «الميقات» ليست في س.
(٤) في «التعليقة» (١/ ١٦٣، ١٦٤). وفيه: «بكر بن محمد».
(٥) ق: «يفعل».
(٦) أحرمت عائشة - رضي الله عنها - من الجحفة، وخرج ابن عمر وابن الزبير - رضي الله عنهما - من مكة حتى أتيا ذا الحليفة فأحرما. أخرجهما ابن أبي شيبة (١٣٠٩٨، ١٣٠٩٩).
(٧) ق: «تبعها» تحريف.