للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: نهاهم رسول الله (١) - صلى الله عليه وسلم - عن الوصال رحمةً لهم، فقالوا: إنك تواصل. فقال: «إني لستُ كهيئتكم، إني يُطعمني ربي ويَسقيني» أخرجاه (٢).

وعن أبي سعيد الخدري: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا تواصلوا، فأيّكم أراد أن يواصل فليواصل حتى السّحَر» قالوا: إنك تواصل يا رسول الله، قال: «لستُ كهيئتكم، إني أبيتُ لي مُطعِمٌ يُطعمني وساقٍ يَسقيني» رواه البخاري (٣).

وتفسيره في أظهر (٤) الوجهين: أن الله يغذّيه بما يُغنيه عن الأكل والشرب المعتاد من العلم والإيمان، لقوله: «أظلُّ عند ربي» وذاك إنما يكون بالنهار، ولو أكَلَ الأكلَ المعتادَ بالنهار (٥) لأفطر، ولأنه (٦) بيَّن أنه يواصل، ولو كان يأكل لم يكن مواصلًا.

وأطلق أصحابنا الكراهةَ، وهذه كراهةُ تنزيهٍ فيما ذكر أصحابنا؛ لأن أصحاب رسول الله واصلوا بعد نهيهم، ولو فهموا منه التحريمَ لَمَا استجازوا أن يعصوا الله ورسوله، بل فهموا أنه نَهَى رحمةً ورفقًا بهم، فظنوا أن بهم قوّةً


(١) س: «قال: نهاهم النبي .. »!
(٢) أخرجه البخاري (١٩٦٤)، ومسلم (١١٠٥).
(٣) (١٩٦٣، ١٩٦٧).
(٤) عبارة «تفسيره في أظهر» بياضٌ في س.
(٥) سقطت من س.
(٦) «لأنه» سقطت من ق.