للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والترمذي (١).

مسألة (٢): (ولا يستحبُّ صومُه لمَنْ بعَرَفةَ).

قال أحمد في رواية حنبل: يستحبُّ صيام عرفة هاهنا، وأما بعرفة فلا، يروون [ق ٨٨] عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه أفطر، وقال: «لا يُصام يومُ عرفةَ بعرفةَ، وعرفةُ (٣) صيامها كفَّارة سنتين، سنةٍ ماضية وسنةٍ مُسْتَقْبَلة» ورواه عبد الله عن أبيه (٤).

وعن أبي الخليل، عن أبي قتادة، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: «كفّارة سنتين» (٥).


(١) أخرجه أحمد (٢٢٥٤٨)، ومسلم (١١٦٢)، وأبو داود (٢٤٢٦)، والنسائي في «الكبرى» (٢٧٩٠). وفي كون لفظة «والخميس» محفوظة خلاف، فقد ذكرها أكثر رواة الحديث عن غيلان بن جرير ولم يذكرها بعضهم، ولم يذكرها أكثر الرواة عن شعبة وذكرها بعضهم، ولذا قال مسلم بعد إخراجه للحديث من رواية محمد بن جعفر عن شعبة: فسكتنا عن ذكر الخميس لما نراه وهمًا. فالله أعلم.
(٢) ينظر «المستوعب»: (١/ ٤٢٦)، و «المغني»: (٤/ ٤٤٤ - ٤٤٥)، و «الفروع»: (٥/ ٨٨)، و «الإنصاف»: (٧/ ٥٢٣ - ٥٢٦).
(٣) س: «وعرفها» وكتب فوقها: كذا.
(٤) (٢٢٥٣٦، ٢٢٥٨٨)، بدون ذكر النهي عن صوم يوم عرفة بعرفة. وسنده ضعيف منقطع، فيه حرملة بن إياس، قال ابن حجر في «التقريب» (١١٧٥): «مقبول». وقال البخاري في «التاريخ الأوسط»: (٣/ ١٣٣): «لا يُعرف له سماع من أبي قتادة». وقد اضطرب في رواية هذا الحديث، فمرة يرويه عن أبي قتادة ومرة يرويه عن رجل عنه. ينظر «التاريخ الكبير»: (٣/ ٦٧)، و «السنن الكبرى» للنسائي (٢٨٠٩ - ٢٨٢٠). وقال الدارقطني في «العلل»: (٦/ ١٥١): «هو مضطرب، لا أحكم فيه بشيء».
(٥) أخرجه النسائي في «الكبرى» (٢٨٢١ - ٢٨٢٦). ووقع فيه اضطراب كثير بيّنه النسائيُّ في سننه، وقال بعد أن ساق طريق شعبة، عن غيلان بن جرير، عن عبد الله بن معبد، عن أبي قتادة: «هذا أجود حديث عندي في هذا الباب»، ووصفه الدارقطني بالاضطراب في «علله»: (٦/ ١٥١).