للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويُكرَه أن ينظر إلى شيء يلهيه, كائنًا من كان (١).

ويُكرَه أن يغمِّض بصره، لأنه من فعل اليهود (٢).

ولا يكره أن ينظر أمامه إلا أنَّ (٣) الأفضل أن ينظر إلى موضع سجوده. وقال أبو الحسن الآمدي: يستحب أن ينظر في حال قيامه إلى موضع سجوده, وفي حال ركوعه إلى قدميه, وفي حال سجوده إلى أنفه, وفي حال جلوسه إلى موضع يديه (٤)؛ لأنه أجمع لهمته, وأبعد لفكرته؛ لقوله سبحانه: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون: ١ - ٢].

وخشوع البصر: ذُلُّه واختفاضه, كما قال تعالى: {أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ} [النازعات: ٩] وكذلك جاء في صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -: كان خافض الطرف, ونظره إلى الأرض أكثر من نظره إلى السماء (٥).


(١) كذا في الأصل والمطبوع: « ... من كان».
(٢) انظر قول مجاهد في «مصنف عبد الرزاق» (٢/ ٢٧١).
(٣) في الأصل والمطبوع: «لأن»، ولعل الصواب ما أثبت.
(٤) في «المغني» (٢/ ٣٩٠) أنه حكي ذلك عن شريك.
(٥) جزء من حديث هند بن أبي هالة في وصف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أخرجه ابن سعد في «الطبقات» (١/ ٤٢٢)، وابن قتيبة في «غريب الحديث» (١/ ٤٨٨)، والترمذي في «الشمائل» (٨)، والطبراني في «الكبير» (٢٢/ ١٥٥)، كلهم من طريق جميع بن عمر العجلي، عن رجل من بني تميم، عن ابن لأبي هالة، عن الحسن بن علي، عن هند بن أبي هالة به.
إسناده تالف، جميع متهم، كما في «الميزان» (١/ ٤٢١)، ولا يعرف هذا الحديث إلا به، وهو لا يعرف إلا بهذا الحديث، والتميمي وابن أبي هالة مجهولان، وقد أعل الحديث أبو رزعة كما في «سؤالات البرذعي» (٢/ ٥٥١)، وابن حبان في «الثقات» (٢/ ١٤٥)، وقال: «إسناد ليس له في القلب وقع». وجاء من وجه آخر تسمية التميمي وشيخه، ولا يصح.
انظر: «الجرح والتعديل» (٦/ ١٤٣)، «الضعفاء» للعقيلي (٣/ ١٩٧) (٤/ ٣٨٥).