للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال مجاهد: الخشوع: غضُّ البصر وخفض الجناح. كان الرجل من العلماء (١) من أصحاب محمد إذا قام إلى الصلاة هاب الرحمنَ أن يشُدَّ بصره إلى شيء, أو يحدِّث نفسَه بشيء من شأن الدنيا. رواه ابن جرير وغيره (٢).

وروى (٣) الإمام أحمد وسعيد وغيرهما عن محمد بن سيرين أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[ص ٢٥٨] كان يقلِّب بصره في السماء, فنزلت: {الَّذِينَ (٤) هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون: ٢] فطأطأ رأسه. قال ابن سيرين: فكانوا يستحبُّون للرجل أن لا يجاوز بصره مصلَّاه (٥).


(١) «من العلماء» ساقط من المطبوع.
(٢) «جامع البيان» (٥/ ٢٣٤)، وكذا أخرجه سعيد بن منصور في «السنن» (٣/ ٩٢١)، وابن أبي حاتم في «التفسير» (٢/ ٤٤٩).
(٣) في الأصل والمطبوع: «ورواه».
(٤) في الأصل: «والذين» مع ثلاث نقط فوق الواو، وهي علامة الإشكال.
(٥) عزاه المجد في «المنتقى» (١/ ٣٠٤) إلى كتاب «الناسخ والمنسوخ» للإمام أحمد، ولسعيد بن منصور في «السنن».
وأخرج القدر المرفوع منه عبد الرزاق (٣٢٦١)، وابن أبي شيبة (٦٣٨٠)، والمروزي في «تعظيم قدر الصلاة» (١/ ١٨٦)، واقتصر في (١/ ١٩١) على قول ابن سيرين، وأخرجه بتمامه الطبري في «جامع البيان» (١٩/ ٨). ورجاله ثقات، غير أنه مرسل، وقد أسنده الحاكم في «المستدرك» (٢/ ٤٢٦)، ثم قال: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ــ لولا خلاف فيه على محمد، فقد قيل عنه مرسلًا ــ ولم يخرجاه»، وصحح البيهقي إرساله في «السنن الكبرى» (٢/ ٢٨٣)، وكذا الذهبي في «التلخيص».