للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي الفاتحة إحدى عشرة (١) تشديدةً, وفي البسملة ثلاث تشديدات: في اللام من اسم «الله» , والراءين من: «الرحمن الرحيم». واللام من: «الحمد لله» (٢) , والباء من: «ربِّ» , والراءين من: «الرحمن الرحيم» , والدال من: «الدين» , والياءين من: «إياك» «وإياك» , والصاد من: «اهدنا الصراط المستقيم» , واللام من: «الذين» , والضاد واللام من: «الضالين».

فإن ترك تشديدةً منها لم تصح صلاته عند كثير من أصحابنا, كما لو ترك حرفًا, لأنَّ الحرف المشدَّد حرفان: أولهما ساكن, وثانيهما متحرك, وإنما هما من جنس واحد. وقد يكونان متماثلين من أصلهما, كـ «ربِّ» و «الضالين» , وقد يكونان في الأصل متقاربين, كـ «الرحمن» و «الصراط» , وإنما قلبت لام التعريف من جنس ما بعدها, ثم أدغمت فيه. وقد يُكتَبان في الخطِّ حرفين على الأصل, وقد يكتبان حرفًا واحدًا؛ لأن الخطَّ له طريقة غير طريقة اللفظ.

وقال القاضي في «الجامع» وأبو الحسن الآمدي: تصح، لأنَّ الشَّدَّة صفة في الحرف, فأشبه الحركة من «إياك نعبد» , ولأنه ليس له صورة في الخطِّ، فليس بحرف.

وهذا يتوجَّه إن أراد بذلك تليينَ التشديد, فإنَّ الصلاة تصح معه اتفاقًا. وكذلك لو فكَّ الإدغامَ ونطَق بالأصل, مثل أن يقول: «الْرَحمن الْرَحيم»


(١) في الأصل والمطبوع: «إحدى عشر».
(٢) في الأصل بعده: «رب العالمين»، ووضع فوقه خط كالقوس. وفي حاشيته: «كذا». والظاهر أن المقصود بالقوس في أصل النسخة حذفه، لأن كلمة «الربّ» جاءت فيما بعد.