للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رمضان؛ لأنه أقرب المذكورَين، ولأنه جاء مصرّحًا به في حديث أبي هريرة (١) من رواية مسلم (٢) التي إسنادها أصح الأسانيد: «فإن غُمّ عليكم فصوموا ثلاثين يومًا». وفي رواية الترمذي (٣) التي صححها هو وغيره: «فعُدُّوا ثلاثين يومًا ثم أفطروا»، وكذلك في حديث ابن عباس: «فأكملوا العِدَّة ثلاثين يومًا ثم أفطروا» رواه أبو داود (٤).

ولأنّا قد قدّمنا (٥) عن أبي هريرة وعائشة وابن عمر أنهم أَمروا بصوم يوم الغيم، فلو كانت أحاديثهم تقتضي إفطار يوم الغيم، لم يخالفوا ما رووه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فإن مثل هذا لا يجوز أن يُنسَب الراوي فيه إلى نسيانٍ أو تأويل. وتأوّلوا أيضًا إكمالَ العِدّة على وجهٍ آخر سيأتي.

فأما الأحاديث الظاهرة في إكمال عدة شعبان فأجابوا عنها بجوابين:

أحدهما: القدح: أما حديث أبي هريرة فقال أبو بكر الإسماعيلي: قد رواه البخاري، عن آدم، عن شُعبة، فقال: «فأكملوا عدة شعبان ثلاثين».

قال: وقد رُوّيناه عن غُنْدَر وعبد الرحمن بن مهدي وابن عُلَيَّة وعيسى بن يونس وشَبابة وعاصم بن عليّ والنضر بن شُميل ويزيد بن هارون وأبي (٦) داود وآدم، كلهم عن شعبة، لم يذكر أحدٌ منهم «فأكملوا عدة


(١) وقد سبق تخريجه.
(٢) (١٠٨١).
(٣) (٦٨٤).
(٤) (٢٣٢٧). وقد سبق تخريج الحديث وبيان أن هذه اللفظة (ثم أفطروا) غير صحيحة.
(٥) (ص ٧١ - ٧٣).
(٦) ق: «وابن» خطأ.