للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والمستحب كسر «إنَّ» نصَّ عليه (١)، ويجوز فتحها، فإذا فُتح كان المعنى: لبيك لأن الحمد لك، أو بأن الحمد لك، وعلى هذا فينبغي أن توصل «أنَّ» بالتلبية التي قبلها؛ لأنها متعلقة بها تعلُّقَ المفعولِ بفاعله، وتكون التلبية فيها خصوص، أي لبَّيناك بالحمد لك، أو بسبب (٢) أن الحمد لك، أو لأن الحمد لك. وأما الحمد فلا خصوص فيه كما توهَّمه بعض أصحابنا (٣).

وأما إذا كُسِر فإنها تكون جملة مبتدأة، وإن كانت قد (٤) تتضمن معنى التعليل، فتكون التلبية مطلقة عامة والحمد مطلقًا كما في قوله: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وفي قوله: {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ} [التغابن: ١].

فصل

والأفضل أن يلبِّي تلبيةَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما تقدم ذكره؛ لأن أصحابه رووها على وجه واحد، وبيَّنوا أنه كان يلزمها.

وإن نُقِل عنه أنه زاد عليها شيئًا فيدلّ على الجواز؛ لأن ما داوم عليه هو الأفضل.

فإن زاد شيئًا مثل قوله: «لبيك إن العيش عيش الآخرة»، أو «لبيك ذا


(١) كما في «المغني» (٥/ ١٠٣).
(٢) س: «أو نسبت» تصحيف.
(٣) هو ثعلب، انظر «المغني» (٥/ ١٠٣).
(٤) «قد» ليست في المطبوع.