للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفريضة والنافلة. ولو لم يكن كان يبلغنا (١) أنه كان يستعيذ امتثالًا لأمر الله سبحانه, كما لم ينقل عنه نقلًا ظاهرًا أنه كان يستعيذ عند القراءة خارج الصلاة, إلا في حديث أو حديثين، ومعلوم أن ذلك لا محالة له.

وقال الأسود بن يزيد: [ص ٢٦٥] رأيت عمر حين يفتتح الصلاة يقول: «سبحانك اللهم وبحمدك, وتبارك اسمك، وتعالى جدك, ولا إله غيرك»، ثم يتعوذ. رواه النجاد والدارقطني (٢).

وجاءت الاستعاذة في الصلاة عن ابن مسعود (٣) وابن عمر (٤) وأبي هريرة (٥).

فصل

وفي صفة الاستعاذة أربعة أنواع (٦):

أحدها: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» , كما ذكره الشيخ, وذكره جماعة من أصحابنا, وذكره الآمدي روايةً عن أحمد لظاهر قوله تعالى: {فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [النحل: ٩٨]. وقال: ابن المنذر (٧): جاء


(١) كذا وردت العبارة في الأصل.
(٢) الدارقطني (١/ ٣٠٠)، وأخرجه ابن أبي شيبة (٢٤٧١).
(٣) أخرجه أبو داود الطيالسي (١/ ٢٨٨)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (٢/ ٣٦).
(٤) أخرجه عبد الرزاق (٢٥٧٧)، وابن أبي شيبة (٢٤٧٢).
(٥) أخرج الشافعي في «مسنده» (١٣٨) ــ ومن طريقه البيهقي في «السنن الكبرى» (٢/ ٣٦) ــ عن صالح بن أبي صالح: أنه سمع أبا هريرة وهو يؤم الناس رافعًا صوته: ربنا إنا نعوذ بك من الشيطان الرجيم، في المكتوبة إذا فرغ من أم القرآن.
(٦) والمذكورة في الفصل ثلاثة، لأن أولها اشتمل على نوعين.
(٧) في «الإشراف» (٢/ ١١).